أثار الأستاذ محمد النويني، الفاعل الحقوقي والباحث في القانون الإنساني الدولي، مجموعة من الأسئلة الاستنكارية لزيارة رئيس مجلس المستشارين المغربي للكنيست الصهيوني، في خطوة تطبيعية مع كيان لا يرعوي عن تقديم جرائمه يوميا ضد شعبنا في فلسطين؛ تقتيلا وتهجيرا وتدميرا وحصارا وتخريبا وسرقة.. على الملأ. وذكّر ببعض صور هذه الجرائم الموثقة بالصوت والصورة، مطالبا السلطات المغربية بالاستجابة لمطالب الشعب المغربي والتراجع عن القرارات اللاشعبية التي لا تمت للأمة المغربية بصلة.
هذه الأسئلة صاغها المحامي بهيئة الدار البيضاء، في تدوينة عنونها بـ”حتى لا ننسى جرائم الكيان الصهيوني”، كما يلي:
“هل يعقل أن يقدم رئيس مجلس المستشارين بالمغرب على زيارة لكنيست الكيان الصهيوني بحر هذا الأسبوع، واصفين الخطوة بالزيارة التاريخية وبالحدث غير المسبوق؟
هل يستساغ أن يسمحوا لعلم وطننا المغرب يرفرف إلى جانب علم الكيان الصهيوني، متناسين أن أبناء وبنات الشعب المغربي خرجوا بمئات الآلاف في مسيرات ووقفات ومهرجانات، إلى جانب إخوانهم وأخواتهم بفلسطين تضامنا واحتجاجا على ما يرتكبه ذلك الكيان الغاصب، في حق أبنائه وبناته بدون رأفة ولا رحمة؟
هل نسيتم مجزرة خان يونس، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، ومجازر جنين والشجاعية وصبرا وشاتيلا؟
هل غاب عن أذهانكم مشهد مقتل الطفل محمد الذرة والطفلة إيمان حجو ابنة الأربعة أشهر حيث اخترقت جسديهما رصاصات غادرة أسقطتهما شهيدين، ومشهد تصفية المجاهد الشيخ المقعد أحمد ياسين وهو عائد من المسجد بعد صلاة الفجر، وتسميم عرفات وتفجير بطل المقاومة الجعبري؟
هل نسيتم أن هذا الكيان الخبيث عمد في حربه الأخيرة على غزة حسب عدة تقارير دولية وفلسطينية إلى تدمير 5250 وحدة سكنية بالكامل خلال الشهر الأول من العدوان، وتسبب في استشهاد أكثر من 1842 فلسطينيا وجرح 9320 شخصا وتشريد حوالي عشرة آلاف أسرة بقيت في العراء بدون مأوى؟
كيف تسمحون لأنفسكم بزيارة مشؤومة لكيان لا نعترف به، جيشه ارتكب جرائم بشعة في حق البشر والشجر والحجر؟”.
وتوجه النويني، بعد سرده بعض جرائم هذا الكيان المحتل المخرب، إلى الجهات الرسمية المطبعة معه مستقبحا فعلهم: “يا سادة إنكم تطبعون مع من سفك دماء أبناء أمتنا ورمّل نساءها وحرق أطفالها ودمّر مساكنها ومدارسها ومساجدها ومزارعها.
إنكم تضعون أيديكم في يد من جرب جيشه المجرم أسلحته الفتاكة الكيماوية والنووية والفسفورية في حق كل مقدرات أمتنا الإنسانية والطبيعية والبيئية.
أنسيتم الوضع الكارثي الذي يعيشه الآن إخواننا في غزة المحاصرة، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام ولا حليب، وأن بعضهم ما زال يعيش في العراء جراء تدمير بيوتهم على رؤوسهم، وأنهم لم يجدوا موادا للبناء بسبب الحصار الظالم المفروض عليهم.
يا سادة إن زيارة رئيس مجلس المستشارين بالمغرب لكنسيت الكيان الصهيوني نعتبره جريمة تطبيع لا تغتفر مع كيان غاصب”.
وحمل الفاعل الحقوقي مسؤولية التطبيع، وما ينتج عنه من تزكية إجرام الصهاينة على أرضنا المقدسة وضد شعبنا المحتل في فلسطين، “لكل العلماء والساسة والمثقفين والحقوقيين” الذين يقع على عاتقهم “شجب وإنكار هذا الأمر، والوقوف سَدا منيعا حيال هذا التطبيع”.
وطلب “من السلطات المغربية أن تستجيب لمطالب الشعب المغربي، وتنصت لنبضه وخياراته، وتتراجع عن القرارات اللاشعبية التي لا تمت للأمة المغربية بصلة”.