ألقى الأستاذ محمد حمداوي، باسم جماعة العدل والإحسان، كلمة خلال مشاركته في المسيرة الوطنية الحاشدة التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الأحد 6 أبريل 2025، بالعاصمة الرباط.
تضمنت الكلمة سبع رسائل، وجهها نائب رئيس الدائرة السياسية للجماعة وعضو مجلس إرشادها، إلى جميع الأطراف المعنية بهذا العدوان الصلف الظالم ضد أهل غزة وسائر فلسطين؛ بدءا بهذا الشعب الجبار، والاحتلال الصهيوني، فالمتواطئين معه، ثم الأمة العربية، فجميع أحرار العالم، والنظام العالمي الجائر، ليختم برسالة استنهاض لشباب المغرب وأحراره ركز فيها على الدعوة إلى الاستمرار في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم ومناهضة التطبيع في كل مكان، ورفع راية القضية الفلسطينية في كل المحافل والمؤسسات والمنتديات.
هذا نص الكلمة كاملا:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأحرار،
أيها المرابطون في شوارع العزة،
أيها الصادحون بالحق في وجه الجريمة،
أيها الواقفون هنا، بأجسادكم وقلوبكم، لأجل غزة… لأجل فلسطين… لأجل كرامة أمتنا.
نقف اليوم لا لنُدين فقط، بل لنُعلنها مدوّية، في وجه الإبادة، في وجه الاحتلال، في وجه المطبعين، في وجه الصامتين. نقف اليوم لنبلّغ سبع رسائل:
الرسالة الأولى: إلى شعب غزة الجبار
أنتم لستم وحدكم. معكم قلوبنا، دعاؤنا، غضبنا، دموعنا، وكل ما نملك. نقف معكم حتى رفع الظلم والاحتلال.
أيتها المقاومة الصامدة الصابرة الأبية، أنت مجد الأمة، وعنفوان الأمة. لا تلتفتوا أيها الأشاوس للمرجفين ولا للمشككين.
وأنتم أيها المدنيون القابضون على الجمر، أنتم حاضنة المقاومة، أنتم درعها الواقي من شرور المتربصين،
صمودكم ملحمةُ الأمة، وانتصاركم بوابةُ التحرير.
الرسالة الثانية: إلى الاحتلال الصهيوني
مهما قتلتُم، مهما دمرتم، مهما حاولتم تغطية جرائمكم بدعاية زائفة… فإنها ستسري عليكم سنة الإرادة القوية للمقاومة في اندحار الاحتلال، وزوالكم آتٍ. ووعد الآخرة آتٍ بإذن الله .
إن كنتم تملكون آلة القتل، فإنكم تواجهون قوة الإرادة في التحرر، وتواجهون روح المقاومة المؤيدة بثبات كتائبها وبعون الله، وتواجهون سلاح الحق، وعقيدة الإصرار على الحسنيين؛ النصر أو الشهادة.
الرسالة الثالثة: إلى المطبعين والمتواطئين
التاريخ لن يرحمكم، والشعوب لن تغفر لكم.
يا قومنا أجيبوا داعي الحق! أجيبوا داعي الأخوة الإيمانية، أجيبوا داعي نخوة العروبة والإسلام!
التطبيع غُصّة في حلق الأمة. التطبيع خنجر في ظهر فلسطين وفي ظهر المقدسات وفي ظهر القابضين على الجمر في غزة وفي كل الأرض المباركة.
حرام، حرام هذا التمادي في اتفاقيات التطبيع بعد كل هذه الجرائم، وبعد كل هذه الفظائع بالأطفال وبالنساء وبالأبرياء وبالعمران، وبكل ما له صلة بالحياة.
ندعو إلى قطع كل صلة بهذا الكيان المجرم والموغل في دماء الأبرياء العزل في غزة وفي الضفة وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن. وسيكتب التاريخ السقوط لكل من خان ولكل من نافق ولكل من غدر، وستبقى القضية شامخة عزيزة رغم قسوة التضحيات وفداحة الخطب في الأرواح والعمران. وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.
الرسالة الرابعة: إلى الأمة العربية الإسلامية، بحكامها وشعوبها وعلمائها ونخبها
كفاكم صمتاً!
فلسطين ليست قضية فلسطينية فقط، بل هي ميزان عزّنا أو ذُلّنا، فعلينا الاختيار أين يكون موقعنا.
آن الأوان أن تنهض شعوب الأمة وفعاليات الأمة لتفرض نصرة غزة وفلسطين، ولتسقط كل أشكال التطبيع والاختراق الصهيوني لمجتمعاتنا، وتكسر قيد الخوف من كل السائرين ضد المصالح الحقيقية لأوطاننا وضد نصرة غزة وفلسطين.
الرسالة الخامسة: إلى أحرار العالم
لا تنخدعوا بالآلة الإعلامية، لا تُضللكم مزاعم الصراع بين “الطرفين”! بل هناك محتلّ، وهناك شعب يُباد.
مواقفكم، مظاهراتكم، تضامنكم.. سلاحٌ في وجه الكذب، وسندٌ في معركة التحرير.
الرسالة السادسة: إلى النظام العالمي الجائر
نُعرّيكم اليوم أمام العالم. أنتم من يقف مع الإبادة بالسلاح والفيتو والدولار. أنتم شركاء القَتَلة.
لكن اعلموا: أن ميزان العدالة لن يبقى مكسوراً للأبد، وسيرتد ظلمُكم عليكم، وسيلاحقكم خزي دعم الطغاة المجرمين دنيا وآخرة.
الرسالة السابعة: إلى شباب المغرب وأحراره
يا جيل النخوة، يا صوت الضمير، أنتم الأمل. أنتم الطليعة. لا تخافوا إلا الله، ولا تنتظروا إذناً من أحد في الدفاع عن الحق وفي نصرة المظلوم.
كونوا كما كنتم دائماً: في الصف الأول. ناهضوا التطبيع في كل مكان. وعيشوا قضية فلسطين في قلوبكم وفي وجدانكم وفي عقولكم وفي من حولكم وفي ميادينكم. وارفعوا رايتها في كل المحافل والمؤسسات والمنتديات.
أيها الإخوة،
نحن في جماعة العدل والإحسان، نجدد العهد: أن نبقى حيث يجب أن نكون، في صف الأمة، ضد الاستبداد، ضد التطبيع، مع المظلومين، ومع فلسطين، حتى النصر.
فلسطين أمانة، والتطبيع خيانة.
وغزة عنوانُ الكرامة.
ومن خان غزة فقد خان الوطن والأمة والدين والحق.
عاشت فلسطين حرة،
وعاش الشعب المغربي شامخاً،
والنصر للمقاومة بإذن الله. والخزي لكل محتل ظالم جائر.
اللهم ارحم الشهداء واشف الجرحى. اللهم عجل بالنصر والفتح المبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.