قال الأستاذ محمد حمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، إنه ومنذ انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر المنصرم، ونحن في اليوم 21 بعد الشهر السابع، و”المقاومة صامدة والمرابطون صامدون في غزة، والشعب المغربي أيضا صامد وبكل قوة وحرارة في الميادين، في كل مدن المغرب يلبي نداء غزة ونداء دعم المقاومة ودعم فلسطين”.
وبعد أن شكر جميع من حضر الوقفة التنديدية بالجريمة الشنيعة في حق رفح، التي نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أمام البرلمان الثلاثاء 28 ماي، لفت في كلمته التي ألقاها خلال الوقفة إلى كون الكيان الصهيوني لم يستطع أن يحقق أيا من أهدافه التي خاض من أجلها الحرب.
المقاومة أصبحت أقوى.. وأسقطت أهداف الحرب
الهدف الأول: هدف التهجير من غزة إلى مصر أو أي بقعة من بقاع العالم، وهو هدف خبيث أسقطته المقاومة.
الهدف الثاني: القضاء على المقاومة، وهو هدف يلتقي فيه الكيان الغاصب مع مجموعة من الدول بما فيها دول عربية – يوضح المتكلم – ولكن المقاومة ما تزال صامدة.
وأضاف حمداوي في هذه النقطة أن هذه الجيوش العربية التي كانت أنظمتها “تأمل وترجو أن يقضي الصهاينة على فلسطين، انهزمت مجتمعة في ستة أيام، لم تصمد أمام الكيان الصهيوني لأكثر من ستة أيام، ضاعت إثرها القدس، وضاع الأقصى، وضاع ما بقي من فلسطين. وهي الآن بتعداد أكثر من 4 ملايين ونصف جندي عربي (منها مليوني جندي ونصف في الجيش ومليونين في الاحتياط) تنظر إلى مآسي غزة وحرب الإبادة الجماعية”، معتبرا أننا في “الوطن العربي لم يحدث في وقت من الأوقات أن عشنا مثل هذا الموقف المخزي جدا؛ 22 دولة عربية تتفرج على حرب إبادة بالبث المباشر”.
وأكد أن رهان الأنظمة العربية المطبعة الخائنة ومن معها من القوة الأمريكية وكل القوى الغربية الداعمة على هزيمة المقاومة “فشل فيه الكيان الصهيوني”، بل أكثر من ذلك “هزمته هذه المقاومة، ولقنته ولقنت العالم دروسا لن ينساها أبدا؛ فلم يكن يتصور أحد هذا الصمود، ولم يكن يتصور أحد أن عدد الآليات العسكرية التي دمرتها المقاومة فاقت عدد الآليات التي دمرت في الحرب العالمية الثانية أمام ألمانيا والحلفاء؛ قرابة ألفين (2000) آلية، وهو ما يمثل ثلثي الآليات العسكرية الصهيونية”، فالمقاومة إذن “أذاقت العدو الصهيوني الهزيمة النكراء”.
الهدف الثالث: كسر العلاقة بين المقاومة والحاضنة الشعبية، فـ”الحرب الآن في قطاع غزة حربان: حرب المواجهة العسكرية بين المقاومة والكيان الصهيوني، وهذه منهزم فيها الكيان كما نتابع. والحرب الثانية هي الحرب ضد المدنيين لمحاولة كسر احتضانهم وتأييدهم للمقاومة، يحاول أن يؤلب المدنيين ضد المقاومة، لكن لم يستطع ولن يستطيع. فالمدنيون رغم المعاناة الكبيرة جدا، رغم الإبادة والتهجير إلى الخيام، تلحقهم الطائرات إلى الخيام، ورغم ذلك نرى ثبات هؤلاء المرابطين الصامدين”، وهذه الحاضنة الشعبية “دورها أساسي واستراتيجي في استمرار صمود المقاومة وفي هزيمة الكيان المحتل” يختم حمداوي هذه النقطة.
الهدف الرابع: تحرير الأسرى؛ وهو ما لم يستطيعوا تحقيقه، يقول المتحدث ويضيف: “بل بالعكس تم أسر جنود جدد قبل أيام”.
خسارات الكيان كبيرة.. وفقدانه الرأي العام الغربي منعطف عظيم
فالأهداف التي راهن عليها العدو الصهيوني، يسترسل المتكلم؛ “كلها لم يتحقق منها شيء، بل اشتدت المقاومة وأصبحت أكثر صلابة. الآن موازين القوة بين المقاومة والكيان الصهيوني لن تتغير، ولن يستطيع الكيان أن يأخذ من المقاومة أكثر مما أخذ، بل هو الذي يتلقى الضربات من المقاومة”.
وانتقل عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان ليستوضح عن إنجازات الكيان الصهيوني، مجليا: “على المستوى الخارجي؛ كان الإعلام الغربي وطلاب الجامعات والشعوب كلها مع الكيان، ويعتبرون المقاومة إرهابا، وهو ما كسرته المقاومة والحرب في غزة”، مستدلا على ذلك بالحراك الشعبي في العالم الغربي وبالحراك الطلابي الذي تبعه، والذي التحق به أيضا أساتذة جامعيون، “فهذا الحدث شكل منعطفا عظيما في تاريخ تأييد القضية الفلسطينية، وأظهر هذا الكيان الغاصب المحتل بوجهه البشع المتعطش للدماء، وبأنه كيان مجرم”.
وحيا الأستاذ محمد حمداوي “من أرض الرباط صمود المقاومة وثبات المدنيين المحتضنين لها”، معلنا يقينه التام بأن العدو الصهيوني “لن يستطيع أن يهزم المقاومة رغم أبشع الجرائم التي يقترفها”، وبأنها “ستنتصر، ولن تنكسر شوكتها”، ومشددا على أن “هذا هو الطريق الصحيح السليم التاريخي لكل مقاومة”، وأنه “لا حديث عن تكافؤ القوة. فقوة المقاومة كبيرة جدا، وعندها إيمان بقضيتها، وهذا الإيمان يجعلها تقاوم إلى آخر نفس وتنتصر بإذن الله سبحانه عز وجل”.
المطبعون لا يمثلون الشعب.. وعلى السلطة الاستماع لنبض الشارع
وأفصح حمداوي أننا “عندما نخرج من أجل فلسطين، وضد المجازر في رفح وفي جباليا وغيرها، فإننا أيضا نخرج ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني”، وذكّر بأنه “منذ بدأ مسلسل التطبيع في 2020 والشعب المغربي يخرج ليدينه، وقد اشتدت هذه الإدانة لأكثر من ثمانية أشهر مع التنديد بالمجازر في فلسطين”. واستمر قائلا: “ثمانية أشهر والشعب المغربي يندد بالتطبيع ويطالب بإسقاطه، فينبغي للسلطة أن تستمع لنبض الشارع”، متسائلا: “ألم يحن الوقت كي يقطع النظام السياسي كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني؟”.
واستطرد مخاطبا الحضور: “هؤلاء المطبعون لا يمثلوننا، ولا يمثلون الشعب المغربي، كل مطبع في المغرب هو غريب عن هذا الشعب وعن تاريخ هذا الشعب”، داعيا السلطة المغربية للاصطفاف إلى جانب “شعبها المساند لفلسطين تاريخيا منذ حارة المغاربة وباب المغاربة في القدس”، ومعتبرا أن موقفها الحالي “موقف نشاز، ويزيد من عزلة السلطة”، مشددا أنه موقف “ضد نبض الشعب وضد هوية الأمة وضد مصالح الأمة”، ففي ميزان المصالح السياسية والاستراتيجية يعد المغرب خاسرا، يقول حمداوي ليعود فيخاطب السلطة المغربية: “أوقفوا هذا المسار المشؤوم وأنصتوا لصوت الشعب المغربي”.
للاطلاع على الكلمة كاملة انظر الشريط: