قال الأستاذ محمد عبادي أن أكثر ما يؤرق بال الصائمين القائمين الذاكرين هو “تخلُّفهم وتخلِّيهم عما كانوا يفعلونه في رمضان بعد انقضائه”، وهو تخوف مشروع بحسبه؛ لأن الذي يتخلى كليا عن الإقبال الذي كان عليه في رمضان، مثلُه كمثل الذي يبني ويُهدِّم. والله سبحانه وتعالى، يستشهد أستاذنا، نهانا أن نكون ﴿كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا﴾.
وأكّد فضيلة الأمين العام لجماعة العدل والإحسان في موعظته ضمن سلسلة سُرج التربوية الدعوية التي تبثها قناة قناة بصائر الإلكترونية خلال شهر رمضان الأبْرَك، أن المؤمن الذي حافظ طيلة شهر رمضان على الصلوات في المسجد، خاصة صلاة الصبح، وداوم على التراويح، وقراءة القرآن الكريم “لا ينبغي له أن يكون مثل عامة الناس إذا انقضى رمضان انقطعوا عن المسجد، ورجعوا إلى ما كانوا عليه من الأحوال السيئة قبل رمضان”. والمؤمن أحرى به، يُحفز فضيلته، أن يستفيد من مدرسة رمضان وفضيلة الصيام استمرارا لأثرهما بعد رمضان.
ومن أهمّ مقتضيات استدامة الحال الايمانية لرمضان، بحسب الأستاذ المربي، أن يحتاط المؤمن من كيد الشيطان الذي صُفِّد في رمضان وستُفكُّ أغلاله يوم العيد، والذي سيحرص على أن يسلبنا درر الصيام التي تُنمّي فينا مراقبة الله عزّ وجلّ حتى لا نلقى الله على تلك الحال الايمانية. واقع الناس، يؤكد أستاذنا، يكشف أن قلة منهم من يستمر على ما كان عليه في رمضان من طاعة وإقبال على الله عزّ وجلّ.
ومن آكد الواجبات التي ينبغي للمؤمن أن يواظب عليها حسب السيد عبادي في حدّها الأدنى بعد رمضان هي “المداومة على الصلاة في المسجد، وقراءة القرآن الكريم ولو “سلكة” في الشهر، والمحافظة على صيام النفل والتطوع والأيام الفاضلة، واستدامة طاعة صلة الرحم والتصدُّق وغيرها من الطاعات”. وهذا يقتضي في نظره ألا يبقى الإنسان مُنعزلا لوحده، لأن الشيطان سينفرد به، ويُغيّر وِجهته الايمانية إلى وجهات شيطانية، فلا بُدّ للمؤمن، بحسبه أن يتحصّن بإخوانه المؤمنين؛ “إذ الجماعة المؤمنة الصالحة العابدة الذاكرة المجاهدة القائمة لله سبحانه وتعالى حصنٌ وعونٌ على المحافظة على مُكتسبات رمضان”.