يواصل الأستاذ محمد عبادي رحلته مع سلسلة سُرج التربوية الدعوية التي تبثها قناة قناة بصائر الإلكترونية خلال شهر رمضان الأبْرَك، وخصّص كلمته بمناسبة دخول العشر الأواخر من رمضان عام 1445هــ لسُنّة “الاعتكاف”، وهي السنة التي أضحت “مهجورة في زماننا هذا قَلّ من يقوم بها من المسلمين” على حدّ تعبيره. مشيرا أن رسولنا عليه الصلاة والسلام داوم على الاعتكاف في رمضان، وبالخصوص في العشر الأواخر منه. وأورد حديثا لأمّنا عائشة رضي الله عنها قالت فيه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر”، حيث كانت تُصنع له عليه الصلاة والسلام خيمة داخل المسجد منها يخرج إلى الصلوات حتى صلاة العيد.
وأكّد فضيلة الأمين العام لجماعة العدل والإحسان أن سنة الاعتكاف ينبغي إحياؤها في الأمة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم “من أحيى سنتي بعد فساد أمتي فله أجر شهيد”. كما أورد فضيلته الوحي الإلهي لسيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت الحرام لعدة أصناف من الناس من بينهم المعتكفين في قوله تعالى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.
ومن فوائد الاعتكاف، يواصل الداعية المربّي تحفيزه للهمم، أنه “يُعين الإنسان على أن ينجمع قلبه على الله سبحانه وتعالى عزّ وجلّ، فتقِلّ وساوس الشيطان فيه إلى أن يصير قلبه بيت الله الذي لا ينبغي أن يزاحمه فيه غيره”.
ومكان الاعتكاف الأصلي، بحسب الأستاذ عبادي، هو المساجد. إلا أن الضرورة، يوضّح، فرضت على المؤمنين (حال المغرب) الاعتكاف في البيوت اضطرارا بعد أن أغلقت الدولة المساجد في وجوههم، بل طردتهم وتطردهم من الاعتكاف في المساجد، مشيرا أن المساجد هي بيوت الله لها حرمتها وعليها أن تبقى لها وظيفتها ورسالتها كما كانت على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وينبغي أن تبقى كذلك لا أن تصبح إدارة تابعة للدولة التي ينبغي أن تعمل على تيسير أداء هذه السُّنة والعمل على تنظيمها وفتح بيوت الله أمام المؤمنين والمؤمنات.