نوّه فضيلة الأستاذ محمد عبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، في كلمته أمام أعضاء وعضوات مجلس شورى الجماعة الذي انعقد يومي السبت والأحد 28 و29 شعبان 1445هـ الموافق ل 9 و10 مارس 2024 م، بالوثيقة السياسية التي أصدرتها الدائرة السياسية للجماعة، والمجهود الذي بذله رموزها في التعريف بها، مؤكدا أن من أهم ما ورد فيها هو محور المنطلقات المؤسِّسة الذي لم تُعطه، بحسبه، الأهمية التي يستحقها من طرف القراءات التي تصدّت للوثيقة، والتي ركّز جلها على الشق السياسي الذي عدّ اقتراحاته خاضعة للتداول والنقاش والأخذ والعطاء مع باقي شركاء الوطن.
لكن الركيزة الأساسية في الوثيقة وفي مشروع الجماعة الثابتة والراسخة والتي تُشكِّل هوية الجماعة هي “علاقتنا بالله عزّ وجلّ؛ هي من نحن في هذه الأرض؟ نحن عباد لله عزّ وجلّ. نحن رجال دعوةٍ إلى الله نساءً ورجالاً”. ومن صميم دعوتنا يواصل في كلمته، مجابهة الظلم، بالقضاء على جرثومته الكائنة في القلوب التي “جُبلت على الشّح والأنانية وحُبّ الدنيا وحُبّ النفس”. وهذا يتطلب في نظره تعقيم هذه القلوب، خاصة قلوب المتصديين للشأن العام، بأن تكون “أقدامنا راسخة في التربية”. وبذلك يربط السيد الأمين العام للجماعة بين العدل السياسي وتقوى القلوب.
وحثّ فضيلته أعضاء وعضوات مجلس الشورى، وعموم أعضاء الجماعة، على الاتِّصاف بصفات الدعاة إلى الله من قبيل التحلِّي بالرفق واللِّين والرحمة، والخِدمة، والدعوة بالمواقف وبالنموذج الحي، ليكون هؤلاء مصابيح نور تجذب إليها الباحثين عن الخلاص الفردي والعدل للأمة. وخَصّ بهذا التذكير رموز الجماعة الذي يتصدون للحوار مع الآخر ليتّصِفوا بخُلق “الإحسان، والقوة في الحق، والأمان، ومعاني العدل الذي ندعو إليه”.
وفي خضمِّ التفاعل القوي للإعلام مع مبادرة الجماعة السياسية دعا الأستاذ عبادي إلى تخليص النية لله عزّ وجلّ وسؤاله القبول، مؤكدا أن نجاح إعلام الجماعة مرتبط بما يُحدثه من أثرٍ في المجتمع، مستحضرا تشبيه الإمام ياسين رحمه الله للإعلام “بالنبأ العظيم”، وهذا التوصيف يقتضي في نظره أن تكون أولى مهام إعلامنا إخبار الناس بلقاء الله وما ينتظرنا وينتظرهم بعد الموت.
وهنا، يزيد الأستاذ المربي، مناط التغيير وبدايته ومهمة الدعاة؛ ربط الإنسان بالآخرة ليحصل التغيير أفرادا ليتحرروا من الخوف والتعلق بالدنيا، ثم جماعات، ثم أقطارا لبناء وحدة إسلامية قوية، مستحضرا الجرح الفلسطيني، حيث أكّد أن تحرير أقطار الأمة من وكلاء أعدائها هو الطريق لتحرير فلسطين مستشهدا بقوله تعالى: إنَّ اللّهَ لا يُغيِّر ما بقومٍ حتّى يُغيِّروا ما بأنفسهم.