قال الأستاذ محمد عبادي أن شهر رمضان المُعظّم له فوائد جمّة من أهمها أنه يُحرِّر الإنسان، حتى أنه عدّه “شهر التحرير”؛ لأنه يحرّر الإنسان من شهواته وأهوائه وغرائزه وميولاته… حتى يتحرر مما أسماه “عبادة العوائد” التي قال عنها أنها “تستعبدنا من دون الله عزّ وجلّ”.
وأعطى فضيلة الأمين العام لجماعة العدل والإحسان في معرض موعظته التربوية الدعوية ضمن سلسلة سُرُج التي تبثُّها قناة بصائر الإلكترونية خلال شهر رمضان الأبْرَك، عدة أمثلة لتلك العوائد التي يغيرها شهر الصيام؛ منها عادة وآفة التدخين عند بعض الناس، وكذا عادة الاستغراق في النوم التي يقلل منها شهر رمضان بطاعاته وعباداته، كما استشهد بمجمل الشهوات التي تستعبد الناس في نهارهم، فإذا جاء رمضان حرّرهم من عبودية الشهوات والملذات.
غير أن كثيرا من الناس في نظره يعوضون ما تغير في نهارهم من عوائد سيئة بأضعافها في ليل رمضان، وهذا ما لا ينبغي في حق المسلم الذي يريد أن يصوم لله عزّ وجلّ، ويكتفي بما يسدّ الرمق من عوائد الأكل مثلا، مستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم “ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفسه”، وقد استدعى الأستاذ المربي أيضا في فضيلة التقلّل قصة الرجل الذي تجشأ عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “كف عنا جشاءك يا هذا فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة”. كما عزّز كلامه بقولة لأمنا عائشة رضي الله عنها: “أكلتان في اليوم إسراف”.
وجدّد فضيلته في ختام موعظته هاته على أهمية أن يحقق الإنسان هدف التحرير في هذا الشهر من “العوائد السيئة ومن الشهوات والملذّات والنزوات والنزغات الشيطانية لنكون عبيدا لله سبحانه وتعالى”.