ذ. فتحي يحلّل “العلو الصهيوني وارتباطاته العالمية” في ندوة بمراكش

Cover Image for ذ. فتحي يحلّل “العلو الصهيوني وارتباطاته العالمية” في ندوة بمراكش
نشر بتاريخ

اعتبر الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، خلال مشاركته في ندوة بمدينة مراكش يوم السبت 12 أكتوبر حول القضية الفلسطينية والقضاء الدولي بمداخلة حملت عنوان “العلو الصهيوني وارتباطاته العالمية”، أن الموضوع ليس فكريا صرفا بل “نحن بصدد موضوع نحن جزء من معركته، جزء من ضحاياه، جزء ممن هم مستهدفين بلظاه؛ هو موضوع الصهيونية”.

وأعلن، بعد شكر المنظمين من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وتنسيقية المحاميات والمحامين لدعم فلسطين وتنسيقية أطباء وطبيبات من أجل دعم فلسطين، والتذكير بمكانة “المدينة المجاهدة مدينة مراكش، لتاريخها ولدورها الحضاري ولإيحاءاتها في مخيلة كل مغربي.. فهي تشكل بحضارتها وبعمقها التاريخي وببطولاتها وبإنجازاتها شخصية المغربي”، -أعلن- أنه يتابع “بألم وحزن وحسرة ما تقوم به الصهيونية متمثلة في الكيان الصهيوني بالأراضي المحتلة بفلسطين، وما امتدت إليه يد الغدر والبطش في لبنان، وما يمكن أن تمتد إليه أيادي الإرهاب في كل بقعة هي تحت مطمعهم وتحت أنظارهم”.

وذكّر نائب المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن علو وفساد الكيان الصهيوني الذي تعبر عنه جرائم الإبادة الجماعية هو “انتهاك جسيم لحقوق الإنسان؛ تقتيل للأطفال وللنساء، تدمير للبيوت على رؤوس أصحابها، تدمير للمستشفيات، تقتيل لطواقم الصحة..” فكل ما هو تحت يدهم طاله بطشهم على مرأى ومسمع من العالم وعلى امتداد 12 شهرا ويزيد، “وما يزال الكيان الصهيوني في فساده ويستمر في علوه بدون حسيب وبدون رقيب”. هذه الجرائم التي تدخل في نطاق مسؤولية دولية “يفترض أن تحسم من خلال قرارات مجلس الأمن”، لكن بمتابعة ما يجري على هذا المستوى واعتراض قراراته بفيتوهات أمريكية، نجد أنه حتى القرارات التي اتخذها مجلس الأمن “أفرغت من محتواها على مستوى التنفيذ وعلى المستوى العملي”، والشأن ذاته بالنسبة “لاتفاقيات الإبادة الجماعية التي تفرض شروطا وآليات للتعاطي مع الدول الموقعة عليها؛ نرى الكيان الصهيوني يتفلت من المسؤولية رغم أن كل عناصر الإبادة الجماعية متوفرة وحاضرة”، والأمر يسري على باقي الاتفاقيات والعهود، والمؤسسات الدولية بما فيها المحاكم الدولية؛ محكمة الجنايات وغيرها، يضيف فتحي.

هذا العجز الدولي يفرض علينا أن نسأل لماذا؟ يقول فتحي ويتابع: لماذا الكيان الصهيوني له هذه السطوة؟ وهذه الغطرسة؟ ويستطيع أن يتحدى الكل؟

وهذا ما لا يتأتى إلا بفهم حقيقة الصهيونية وطبيعتها، وفق المتحدث. بقراءة حقيقية لمجريات ما يحدث، قراءة تمكن من تحديد مواقفنا باعتبارنا جزءا من المعركة، وجزءا من المستهدفين، إذ ليس الفلسطينيون وحدهم هم المضطهدون، يؤكد فتحي، بل غيرهم كثير، عادا بأن الإنسانية ككل ضحية لها؛ فـ”قبل أن تذبح غزة ذبحت حقوق الإنسان، وقبل أن تنتهك كرامة الغزاويين انتهكت كل المواثيق الدولية، وقبل أن تدمر غزة دمرت كل القيم الإنسانية، وقبل أن تسقط غزة سقطت كل الشعارات التي كان يتغنى بها ويأمل فيها كل إنسان له ضمير حي، له ولو ذرة من الإنسانية، يتغنى ويأمل ويتمنى أن يرى عالما تسوده الإنسانية، تسوده المحبة، يسوده التعايش، يسوده السلم”.

وتساءل الفاعل في قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين: من الذي يحول دون ذلك؟ من الذي يثير الحروب؟ من الذي يفسد؟ من الذي يقتل؟ قبل أن يجيب: “وراء كل جريمة يد صهيونية هي التي تحركها في العالم”، ويعود ليؤكد أن الإنسانية كلها ضحية لهم، ذلك “أن الموروث الصهيوني لا يعتد بشيء غير الصهاينة وغير اليهود الصهاينة، فكل “الأميين” ما دون اليهود الصهاينة؛ دمهم مباح وعرضهم مباح ومالهم مباح وكل شيء مباح”.

وفي الطرف الآخر، شدد فتحي أن المقاومة في عملية طوفان الأقصى “قامت بواجبها دفاعا عن حقوقها وعن أرضها التي اغتصبت، دفاعا عن الدماء التي سفكت، دفاعا عن كرامتها، فلا يمكن أن يلومها أحد على ما قامت به”، ثم إنها رفعت بهذه العملية “رأس كل حر في العالم، وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأسقطت من خلاله هيبة الكيان الصهيوني؛ باستخباراته المتفوقة وتكنولوجيته المتقدمة.. كل ذلك سقط أمام إرادة المقاومة”. ويزيد فتحي متأسفا: “المقاومة كانت في مستوى الأحداث لكن للأسف الأمة لم تكن في مستوى الأحداث، الدول لم تكن في مستوى الأحداث، وحتى من تضامن وواكب مجريات التضامن وفي مقدمتهم ومن بينهم المغاربة..”.  وهنا فتح المتحدث قوسا ليعلن أن عدد التظاهرات التي نظمت في المغرب بلغت 5800 مظاهرة و600 مسيرة و8 مسيرات مليونية، وتشهد المقاومة ويشهد العالم بأن المغاربة كانوا من أكثر الناس تضامنا وتفاعلا، حتى على مستوى العمل اليومي وفي الأعياد والمناسبات.. ورغم كل ذلك، يعود فتحي ليكمل: “لم نكن في مستوى طوفان الأقصى، المقاومة رفعت السقف وكان التحدي كبيرا جدا وكانت المرحلة تاريخية وحاسمة”.

فالمقاومة، يردف فتحي، حققت انتصارا يوم السابع من أكتوبر الماضي وحققت انتصارا طيلة هذه الشهور، “يكفيها أنها أفشلت بنك أهداف الكيان الصهيوني.. وأعجزته أن يحقق أهدافه بالقضاء على المقاومة أو إطلاق سراح الرهائن أو إجلاء الفلسطينيين الذين قدموا بصمودهم وثباتهم درسا للإنسانية جمعاء”.

ثم انتقل فتحي ليوضح أن الكيان الصهيوني ليس كيانا معزولا وإلا لانتصرت عليه المقاومة، وبأن الصهيونية كانت قائمة قبل أن يحتل الصهاينة أرض فلسطين، وأن هذا الكيان إنما هو مقدمة للجيش الأمريكي، وهو ما يفسر أنه كلما ضرب الكيان الصهيوني إلا وأرسلت إليه الإمدادات المختلفة وسيرت البواخر وحاملات الطائرات… ليخلص لأن الصهيونية روح تسكن قوى الاستكبار العالمي..

لمزيد من الإيضاح نضع المداخلة كاملة بين أيدي قرائنا: