قدم الأستاذ بارشي في الشريط الذي بين أيدينا لحديثه حول شهر رمضان بالحث على ضرورة الفرح بهذا الشهر العظيم قائلا: “إذا علمنا، أيها الكرام، فضل هذا الشهر ومنزلته، وأدركنا أن المحروم من فاتته المغفرةُ من الله وفاته العتقُ من النار وفاتته الزيادةُ في الإيمان والتقوى والصلاح”.
وأثار السؤال الملح وهو : ما هو المطلوب؟ ما العمل؟
ولأن مجموع حلقات هذه السلسلة ستبسط الأعمال المطلوبة لهذا الاستعداد، فقد تطرق عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان إلى أول ما يطلب من المسلم والمسلمة وهو “الفرح وانشراح الصدر”، “نقبل على هذا الشهر بالفرح، لقول الله عز وجل: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (سورة يونس، الآية 58)، وهل هناك فضل كفضل رمضان من الله عز وجل؟ وهل هناك كرم ككرم الله لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان؟
ثم لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في الحديث: “أتاكم رمضان” وفي رواية أخرى “جاءكم رمضان”، وهو صلى الله عليه وسلم الحريص على أمته، لا يذكّر بهذا عبثا، ولا يحث بالرغبة في الإقبال عبثا، وما ينطق عن الهوى“.
ولفت إلى أن “الفرح بالهدية هو فرح بمن أهداها، والمهدي والمعطي هنا هو الله الكريم المنان سبحانه”، مؤكدا أن نتيجة هذا الفرح أن “تفرح الجوارح طلبا لفرح القلب”.
ونبه إلى بعض العادات غير السليمة التي تنتشر في مجتمعنا دالا على طرق تصحيحها: “الفرح بقدوم رمضان لا يعني الإكثار من أنواع المأكولات كما هو شائع عند الناس، لا يعني تنوع مائدة الإفطار، فالشهر جاء لكبح النفس عن شهواتها. لا يعني الإسراف في النفقات على كل ما لذ من الطعام وطاب، بل هو شهر الإنفاق في سبيل الله، شهر مواساة الفقير والمحتاج، كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. اللهم صل على سيدنا رسول الله”.