عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامَه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغَلّ فيه مَرَدة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حرم” (صحيح النسائي، 2105).
رمضان شهر تنافسٍ على الخير. وعلى المؤمن أن يُريَ الله مِن نفسِه خيرا؛ اجتهادا في العبادات واغتناما للنفحات وأوقاتِ الخير قولا وعملا، فتكون له إرادةٌ عازمةٌ على:
– التوبةِ النصوح: فأول ما يستقبل به العبد شهرَ العبادة والإنابة، توبة نصوح تجمع ما تشتت من أمر الدين وتَمزَّق بالمعصية، إذ التوبة رجوعٌ صادقٌ للحق.
– تجديد النية والعهد مع الله: فلا يكون له مطلب دون رضاه عز وجل، عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى …” (أخرجه البخاري).
– الإكثار من القربات التعبدية: وإن كان الإكثارُ منها مطلبا على الدوام، إلا أن شهر رمضان خصه الله تعالى بهذه الخصوصية، يغنمها المؤمنُ زيادة في الخير، فيضاعفُ اجتهادَه صلاةً ونفلا وذِكرا وقراءةً للقرآن ودعاءً لله تعالى، ويبذُلُ وُسْعَهُ طلبا للزلفى والقربِ من الله.
– الإنفاق في سبيل الله والإكثار منه: لأن شهرَ رمضان شهرُ تكافلٍ ورحمةٍ ومواساةٍ، فقد كان رسولُنا الكريم أجودَ الناس بالخير وكان أجودَ ما يكون في رمضان، وحث عليه الصلاة والسلام على هذه الخصلة في هذا الشهر الفضيل كما رغَّب في إفطار الصائم ولو بشق ثمَرة.
– التحلي بالأخلاق الحسنة: فشهرُ رمضانَ هو شهرُ المودةِ والرحمة والمواساة، فيه يُوَطِّنُ المومنُ نفسَه على محاسن الأخلاق، ويستدرك ما غاب عنه من خصال الخير في غير رمضان، فيَصِل الرحم ويعطي المحتاج ويُفطر الصائم ويَمُد يدَ العون ويصبر على الأذى ويعفو عن الزلات ويسامح المخطئ ويصالح المقاطع.. إلى غيرِ ذلك من الخصال النبيلة طمعا في رضا ربه وفي القرب من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال: “إنَّ مِن أحَبِّكُم إليَّ، وأقْرَبِكُم مِنّي مَجلِسًا يومَ القيامَةِ، أحاسِنُكُم أخلاقًا” (شعيب الأرناؤوط ، تخريج رياض الصالحين، رقم الحديث: 1738).
– الدعوة إلى الله: تبليغا ومعاملةً وقدوةً ونصيحةً وإصلاحا لذات البين وتسامحا وغضا للطرف، معانٍ عظيمة تشِع في المجتمع من فرد لفرد ومن قلب لقلب فتسري في أوصال المجتمع رحمةً وبلسما لاستعداد القلوب لاستقبال الخير في شهر الخير.