حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون 99 – 100].
لطالما تلوت هاتين الآيتين الكريمتين من دون تدبر ولا الوقوف عندهما حتى جاء يوم مشهود في حياتي.
بعد حضوري “مجلس النصيحة” بدار الهجرة بتطوان قبل حوالي 20 سنة، وأثناء رجوعي رفقة ثلة من الأحباب، منهم من غادرنا لدار البقاء رحمه الله (أخي الغالي خالد نور الدين) ومنهم من لا يزال، حفظهم الله، تعرضنا لحادثة سير، من ألطاف الله خرجنا منها سالمين مع رضوض وكدمات وآلام في العظام.
خرجنا سالمين بعد أن فقدنا الوعي برهة على أصوات الشهادة والتكبير استعدادا للقاء الله.
مشهد رهيب أن ترى شريط حياتك ينتهي وأنفاسك تكاد تنقطع ورحلتك للآخرة آن أوان انطلاقها ولا زاد لك.
انتهى ضجيجك أيها الإنسان وخرجت من الامتحان وآن أوان السؤال والحساب.
يا رب هل من رجوع لمفرط في جنبك عله يعمل صالحا؟
ها قد أرجعك مولاك لدار الفناء، فهل تغنم فتنجح في الامتحان فتسلم، قدرا مقدورا من الكريم الوهاب؟ أم تتمادى في غفلتك ومعاصيك حتى أوان رحيلك لدار البقاء؟
يقول الإمام عبد السلام ياسين، رحمه الله، في كتاب الإحسان الصفحة 320: “وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الآخرة فقال: “اذكروا هَاذِمَ اللذات”. رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن غير أبي داود عن أبي هريرة. وما لأحد أُسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يكن يَرجو الله واليوم الآخر يقينا واحدا. وفي الحديث: “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه”“.
اللهم حبب إلينا لقاءك ووفقنا للإعداد لذلك.