في الحلقة الثانية من الموسم الثاني لبرنامج سفينة الروح، تناول الدكتور ياسين لحلو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثر همه سقم بدنه، ومن لاحى الرجال ذهبت كرامته وسقطت مروءته” ليقارنه بما جاء به الطب الحديث في باب الصحة.
الحديث الجامع، يقول لحلو: يعتبره أهل حرفه الطب الإسلامي مفتاح السلامة البدنية والنفسية والروحية، ففي علم النفس الطبي الحديث لابد من ذكر الإرشاد النفسي والعلاج النفسي: الأول يرشد الناس ويعلمهم قواعد التعامل مع النفس والوقاية من أمراضها، والثاني علاج الآفات النفسية والأعراض المرضية .
في هذا الموضوع يبرز لحلو أن هناك عدة مدارس اقترحت تاريخيا نظريات؛ أهم هذه المدارس: المدرسة السلوكية التي تعالج بتقويم السلوك، والمدرسة الإنسانية التي تدفع المريض إلى الإبداع وإثبات الذات، والمدرسة البنائية تدرس تأثير الشعور في التأقلم والتكيف مع البيئة، والمدرسة الحيوية وتدرس تطبيق مبادئ علم الأحياء لدراسة الآليات البيولوجية للسلوك الإنساني، وأخيرا المدرسة التحليلية الفرويدية التي تحاول فهم السلوك الاجتماعي.
وبالرجوع إلى الحديث الشريف نجده يتحدث عن المدرسة الأخلاقية التي تعتمد على إصلاح ما فسد من الأخلاق؛ بالتوبة والاستغفار، ثم التخلق بأخلاق الله تعالى؛ كالعفو والجود والكرم وكل صفاته كما جاء في الحديث “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة”؛ إحصاؤها التخلق بها في مستوى العبودية لله سبحانه.
الحديث يذكر كذلك – يضيف لحلو – مصدرا آخر للمرض؛ وهو الهم. يقول العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى: الهم نصف الهرم، وهو يأتي من الحرص والطمع.
ثم يختم المتحدث بما ختم به رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه؛ بسبيل الفلاح والتخلق والعلاج الشافي لسقم النفوس وضلال العقول في قوله “من لاحى الرجال” – أي خاصمهم – ذهب دينه وعقله؛ ليوضح بالمخالفة أن صحبه أهل الله تورث الاستقامة في العقل والقلب.