سيدنا حذيفة بن اليمان.. نجيب الدعوة

Cover Image for سيدنا حذيفة بن اليمان.. نجيب الدعوة
نشر بتاريخ

مقدمة

لعله إذا انطلقنا من الحكمة “الصحبة مفتاح”، سيتضح لنا كيف كان لكل واحد من الصحابة رضي الله عنهم شأن عظيم في الإسلام وفي التاريخ عموما. فكما نعلم أنّ أصل الصحبة ومشربَها واحد، هو المصحوب الأعظم صلى الله عليه وسلم، لكن مخارجها وثمارها وفروعها في الجماعة المؤمنة متعددة ومتنوعة. فنحن نرى بأنه في الظاهر كان هناك جماعة مؤمنة كالجسد الواحد، بينما في العمق سنجد أنه ما من صحابي إلا وله ما يُميّز شخصيته عن الآخر. هذا ما تشهد به السيرة وتاريخ الرجال ويشهد به القرآن أيضا.

في السيرة نجد أن أمين الأمة سيدُنا عبيدة بن الجراح، والأعلمَ بالحلال والحرام سيدنا معاذ بن جبل، والأرحمَ بالأمة سيدُنا أبو بكر، وهكذا الآخرون. ونقرأ في القرآن الكريم كما جاء في سورة الفتح، قولَه تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا (الفتح: 29).

يُروى في معنى الآية عن مبارك بنِ فضالة عن الحسن قال: “محمد رسول الله والذين معه” أبو بكر الصديق رضي الله عنه، “أشداء على الكفار” عمر بن الخطاب رضي الله عنه، “رحماء بينهم” عثمان بن عفان رضي الله عنه، “تراهم ركعا سجدا” علي بن أبي طالب رضي الله عنه، “يبتغون فضلا من الله” بقية العشرة المبشرين بالجنة.

فإذا قلنا إن الصحبة مفتاح لأبواب الخير وليس لباب واحد فقط فهي كذلك. وحين سنسمع سيرة سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سنجد شخصية فذّة متميزة بكل تفاصيلها. وأن الصحبةَ كان لها دور مهم في صياغة هذه الشخصية بهذا الكمال.

التعريف بالصحابي الجليل

حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، صحابي جليل ولد في مكة وعاش في المدينة المنورة ومات سنة 36  هجرية في المدائن. أبوه  هو الصحابًي الجليل اليمان حسل أو حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة… ينتهي نسبه إلى مضر بنِ نزار بن معد بن عدنان. كان قد قَتل رجلا فهرب إلى يثرب وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومُه اليمان، لحلفه اليمانية وهم الأنصار، ثم تزوج امرأة منهم وهي الرباب بنت كعب الأشهلية، فأنجبت: حذيفة وسعد وصفوان ومدلج وليلى. وقد أسلمت الرباب وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولليمان ابنتان أخريان هما: فاطمة وأم سلمة.

سيدنا حذيفة بن اليمان واحد من رجالات الإسلام ونجباء الدعوة، تربوا في حضن الصحبة النبوية والجماعة المؤمنة، وهو ممن تمنى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أحد مجالسه بالمدينة إلى جانب أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم أن يكثر بهم الله العدد حتى يَنْصُر بهم الإسلام ويغزو بهم في سبيل الله.

واجه والده اليمان مشكلة الطلب بثأر عليه أجبره على الهرب وترْك مكة واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب، وعندما أعلن الرسول محمد ﷺ دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس والخزرج وبايعوه، ولم يكن حذيفة معهم ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول ﷺ. عندما وصل رسول الله ﷺ سأله حذيفة هل هو يُحسب من المهاجرين أم من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار”.

حافظ السرّ

حذيفة بن اليمان هذا كان يُعرف كذلك ويُكنى بحافظ (أو صاحب) سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن رسول الله ﷺ كان قد أسرّ إليه بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم. ولم يُفْشِ رضي الله عنه بهذا السر لأي كان. وهذا هو شأن كل حافظ لسر. وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة، هل هو من ضمن الحاضرين للصلاة عليه أم لا، وذلك خوفا منه الصلاة على أحد من المنافقين. وكان سيدنا عمر يسأل حذيفة: أفي عُمالي منافق؟ قال: نعم، قال: من؟ قال: لا أخبرك. فحصل ذات يوم جدال بين سيدنا عمر وأحد العمال فطرده وبعد مرور الأيام عرف أنه هو المنافق.

يُحكى بهذا الصدد، يعني الحفاظ على السر، أن مريدا التزم شيخا لمدة ليست بقصيرة، فكان في كل مرة يطلب منه أن يستودعه سرّ اسم الله الأعظم، لكن الشيخ كان يتريث. وذات مرة أعطى له صندوقا صغيرا أمره أن يوصله لأحد أصحابه وأوصاه بالمحافظة عليه فإنه أمانة. وفي الطريق وسوست له نفسه فأراد أن يفتحه ليعلم ما فيه. فلما فتحه خرج منه فأر وهرب. فعاد إلى شيخه يعاتبه، أهذه هي الأمانة. فقال له شيخه: استودعتك على صندوق فيه فأر فلم تحافظ على سرّه، فكيف لو استودعتك على اسم الله الأعظم.

بمعنى أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا حذيفة ليستأمنه على هذا السر كان عن ثقة كبيرة وعن علم به وفراسة. 

أرسل لبيبا ولا توصيه

يحكي لنا سيدنا حذيفة موقفا عجيبا عاشه في ظل الصحبة والجماعة، قال رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله ثم التفت إلينا، فقال: “من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم، ثم يرجع؟ أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة”.  فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام، فقال: “يا حذيفة! اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تُحْدثنّ شيئا حتى تأتينا”. فذهبتُ فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قِدرا ولا نارا ولا بناء. فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ مَن جليسه»، فأخذتُ بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله إليّ ألا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مرحل، فلما رآني أدخلني إلى رجليه وطرح عليّ طرف المرط ثم ركع وسجد وإني لفيه. ولما أخبرته الخبر وسمعتْ غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم.

سلوكه الجهادي

شارك سيدنا حذيفة في كل المعارك والغزوات التي قادها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدا معركة بدر، حيث كان قد سافر خارج المدينة آنذاك فوقع أسيرا في يد كفار قريش، وعند استجوابه أعلمهم بأنه في طريقه إلى المدينة ولا علاقة له بمحمد وجماعته، وعاهدهم بعدم مقاتلتهم، وحصل أن تركه الكفار فشد الرحيل مسرعا إلى رسول الله فأخبره بما حصل له، وبأن الكفار يتأهبون للغزو، ولم يسمح له رسول الله بالمشاركة في المعركة إيفاء بعهده، لذا لم يشارك المسلمين تلك المعركة.

شهد حذيفة أحدا وما بعدها من المشاهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم. وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك 13 هـ، وبلاد الجزيرة 17هـ ونصيبين. وشهد فتوحات فارس. وفي معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفاً، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة (النعمان بن مقرن) ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول فيه: “إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه، وليكن أمير الجيوش جميعا (النعمان بن مقرن)، فاذا استشهد النعمان، فليأخذ الراية حذيفة، فإذا استشهد، فجرير بن عبد الله”.

وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة. والتقى الجيشان ونشب قتال قوي، وسقط القائد النعمان شهيداً، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عالياً وأوصى بألاّ يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة، ودعا (نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريماً له، ثم هجم على الفرس صائحاً: “الله أكبر: صدق وعده، الله أكبر: نصر جنده”، ثم نادى المسلمين قائلاً: “يا أتباع محمد، ها هي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار”. وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس. وكان فتح همدان والري والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة.

لقد كان سيدنا حذيفة في إيمانه وولائه قوياً، إذْ رأى رضي الله عنه والدَه يُقتل خطأ يوم أحد بأيد مسلمة، رأى السيوف تناوشه فصاح بضاربيه: “أبي، أبي، إنه أبي!”. ولكن أمر الله قد نَفذ، وحين علِم المسلمون بذلك تولاّهم الحزن والأسى، فنظر إليهم إشفاقاً وقال: “يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين”. ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة بين الحق والباطل. وبعد انتهاء المعركة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر لكنّ حذيفة تصدق بها على المسلمين، فازداد رسول الله بذلك له حباً وتقديراً.

الخبير بالفتن

أخرج ابن أَبِي شيبة عن حذيفة رضي الله عنه، قال: “لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ مَا عَرَفْتَ دِينَكَ، إِنَّمَا الْفِتْنَةُ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ”.

وأخرج البخاري: عن أبي إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: “كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟! قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟! قال: «نعم، وفيه دخن!»، قلت: وما دخنه؟! قال: «قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتُنكر!»، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟! قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟! قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها! ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»”. هذا حديث في غاية الصحة، مسلسل بالثقات، الأثبات، المصرحين بالتحديث، وهو أقوى أحاديث الباب إسناداً، وأنظفها متناً، بل من أصح الأحاديث في الدنيا، وقد أخرجه كذلك مسلم بحروفه ونفس إسناده، وأخرجه البخاري عن شيخه يحيى بن موسى.

كما أخرج ابن ماجه بعضه، مختصراً: عن عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تكون فتن على أبوابها دعاة إلى النار، فأن تموت وأنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحداً منهم”، وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.

الحاكم الرشيد

أنزل مناخُ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغاً، فكتب عمر رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فوراً بعد أن يجد مكاناً ملائماً للمسلمين، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مُرملة، قال حذيفة لصاحبه: (هنا المنزل إن شاء الله) وهكذا خططت الكوفة وتحولت إلى مدينة عامرة، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم.

خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره سيدنا عمر لهم، فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره على ظهره إكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً، وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أن الوالي المنتظر حذيفة بن اليمان، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدِقون به قال لهم: “إياكم ومواقف الفتن”. قالوا: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: “أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه”. فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الرشيد، ومنهجِه في الحكم.

وفاته رضي الله عنه

لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك؟) فقال: “ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ”. ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: “أجئتم معكم بأكفان؟” قالوا: “نعم”. قال: “أرونيها”. فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: “ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فإني لن أُترك في القبر إلا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما”. ثم تمتم بكلمات: “مرحباً بالموت، حبيبٌ جاء على شوق، لا أفلح من ندم”. وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بن عفان رضي الله عنه بأربعين ليلة.

خاتمة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ”.

هؤلاء الصحابة النجباء وغيرهم من المؤمنين والمؤمنات أيضا صنعتهم الصحبة حقيقة جيلا قرآنيا فريدا. لكن هم أيضا استطاعوا فرادى كل واحد من جهته وجماعة من جهة أخرى أن يُعبّروا عن مشروع الصحبة الذي حملوه بأحسن ما يمكن قولا وفعلا وحالا وسلوكا رضي الله عنهم وأرضاهم كما نقرأ في سيرهم وحياتهم.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقتفون أثرهم بإحسان، وممن يحيون معاني صحبتهم وجهادهم وراثة على المنهاج النبوي. آمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه من قبله ومن بعده. والحمد لله رب العالمين.