كان يصلي لله… فإذا بالوحوش الضارية… تهديه ما كان يعشقه… ويدعو به في سجوده… ومات شهيدا على أيدي الجبناء… في يوم تعانقت فيه الجباه الساجدة بالسماء.
مذبحة في ليبيا وأخرى في اليمن… وعلى من الدور؟؟؟
وشاهت الوجوه التي جاءت تقتل الأبرياء بعد أن باعت ضمائرها بثمن بخس من الدنيا قليل.
شاهت الوجوه التي لطخت أيديها بالعار… شاهت الوجوه التي حملت ظلم الاستكبار… شاهت الوجوه التي لم تصدق أن يوم الحق آت… فتجبرت… وتفرعنت… واستبدت… وركعت الشعوب التي ولدتها أمهاتها أحرارا… فأمست تظن من جهلها أن الأحرار ماتوا… ولكن هيهات… هيهات.
أما الشعوب الخانعة فقد رضيت لنفسها بالفرجة على الدماء والأشلاء.
شاهت الوجوه التي رضيت لنفسها بذل السكوت فوقفت متفرجة كصنم العزى واللات.
شاهت الوجوه التي نامت عن ألم بلادها وشبابها أمسه غريق… ويومه حريق… شاهت الوجوه التي رضيت أن يكون حكامها لصوص بالليل جبناء بالنهار.
شاهت كل هذه الوجوه… ووجوه كل من يحدث نفسه بالقعود.
وإلى كل الوجوه التي ما زال دمها ينبض بالكبرياء… بالشموخ… بالعزة… بالإباء… دربك واحد… وهدفك واحد… وعلمك واحد… وقلبك واحد… فإما بقاء بعزة أو موت بعزة.
ودم الشهداء ما يمشيش هباء.