قرأت شعرا رفقة تلاميذي يتغنى بجمال الصباح وإقباله وما يضفيه على الطبيعة من جمال وبهاء. فوجدت تشابها بينه وبين مواسم الخير التي توقد شعلة النور في الصدور وتدفع بالإنسان للإقبال على الله. وما شعبان ورمضان القادم علينا إلا صبح تشرق معه الأرواح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الطبراني إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعله يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا.
أقبل الخير يغني للنفوس البائسة
ويسعى لإيقاظ الجفون الناعسه
وأنواره تعلو فوق العيون الشاخصه
ونسائمه ترنو من القلوب الدامسه
أقبل شعبان يهلل في الآذان الصماء
ينهض الوسنان من سبات البلهاء
ويرشف رحيقه فوق رؤوس النبهاء
فتزيل صباه كل ضباب وكرب وبلاء
فتنشق الأنفاس عطره الفواح
وتشمر السواعد فرحا بالنور الوضاح
وتكف الروح عن كل بوح ونواح
ثم تسمو طائرا مغردا صداح
تطير في ربوع الخيرات الملاح
هذا استغفار يمحو الزلات والخطايا
به ربنا يمدد علينا السماء بالعطايا
وذي صلاة على خير البرايا
تنير الطريق وتعلو بنا كالثريا
وكلمة طيبة تعمر القلوب
وتسبيح قبيل الطلوع والغروب
وحوقلة تفرج عنا الكروب
ذكر يهيئ القلوب لاستقبال الشهر المحبوب
فاللهم منزل البركات والنفحات
أنر قلوبنا من ظلمة الغفلات
وارفع هممنا إلى طلب الدرجات
بجوار خاتم الرسل والنبوءات
صحيبات وأخوات على سرر متقابلات.