إن شيخنا الغالي الأعز كان منذ عرفناه أول لحظة شمس هداية طلعت من المغرب ثم استقرت وسط سماء الأمة الإسلامية كلها، تبعث الضياء وتمنح الرشاد لكل من أحبه الله سبحانه وأراد به خيرا …
والشمس من شأنها أن تنشر النور بأمر ربها شاء من شاء وأبى من أبى، ومن شأنها أن تمنح فيضها لكل الناس حتى أولئك الذين قد لا يلحظون شعاعها بوعي أو يقرون بفضلها عن إرادة، ومن شأنها أيضا أن تبقى فلا تزول وإن غاب عنا حسها فهي في الحقيقة باقية تمد الخلق بالنعم ولا تلبث أن تنير بصائرهم مرة أخرى عندما يرفعون أبصارهم نحوها من جديد.
إن شيخنا الغالي كان في نهار قلوبنا شمسا تجري لمستقر لها حسبما قدره العزيز العليم، كما كان في ليلها بدرا كاملا منزلته لا تتنزل إلى منازل.
وقد كان فوق هذا وذاك فارس ركبنا الذي ترجل اليوم لا عن عجز وضعف، بل خضوعا لسنة كونية يكرم الله بموجبها أحباءه باصطفائهم إليه ساعة يكون منتهى همتهم في عبوديتهم له أن يأنسوا بجواره أنس استخلاص خاص، بساطه مقام القرب ودرجته مطلب الوصل الأتم.