شيخ وما أدراك ما شيخ الوفاء
هو للشباب منارة دون ادعاء
شيخ له في الذكر منشور اصطفاء
هيهات يفتر عنه إلا في الخلاء
شيخ له القرآن مفتاح الرجاء
تال مُجيدٌ حافظٌ عَلَمُ اهتداء
شيخ وصوم الشيخ تقوى لا اتقاء
شهواتِ نفسٍ لَيس يَفطمها وِجاء 1
شيَخ وليل الشيخ عزم لا ارتخاء
يقظ منيب قائم سلس الدعاء
شيخ المجالس بالرباط له احتفاء
ومكانه صدر الصفوف بلا مراء
عند الصلاة وفي الدروس بلا كفاء
فَهْوَ المنادي والملبي للنداء
هو خادم القوم المُسَيَّدُ فِي اللقاء
رمز الجلادة لا يجارى في المضاء 2
كان الثباتَ بعينه طود استواء
بئرا لِسِرِّكَ لا توافيه الدلاء
كان الرضاء بما يقدر من يشاء
في القلب حزن والمحيا في انتشاء
كان التواضع والتطاوع والسخاء
ولمن أتى يشكو الضنى 3 أعطى الدواء
ما مات من ترك الفتى عقبا سواء
هو عمره الثاني المتمم للبناء
ما مات من شهدت له قمم الغناء 4
بالعدل والإحسان معيار انتماء
ما مات من نحبا قضى بعد ابتلاء
في حادث بشهادة نال الجزاء
حي وإن أثواه في القبر القضاء
ومن الحبيب رضا 5 ندى بالفتح جاء
فلأهله ولصحبه هذا العزاء
نظما خجولا والمؤبن ذو اجتباء
هيهات يحبس برزخ الموت اللقاء
والشيخ مِلء القلب يرفل في صفاء
ما بدل المحبوب أو عرف الجفاء
صبا وفيا عاش من ألف لياء
لمن ارتضاه الله شيخا في ابتداء
ثم اصطفاه شهيد هدم في انتهاء
صلوا على طه وهل يحلو الدعاء
إلا بها سلوى البرايا في البلاء
صلوا على من كان نِبْراسَ اقتداء
آل النبي وصحبه سُرُجِ الضياء
صلوا على إخوانه هم من أفاء
ربي عليهم بالطهارة والنماء
في غزة الشهداء في رُبُطِ 6 الإباء
من نكلوا بصغارها قتلوا النساء
من هدموا عمرانها بئس العِدَاء
من حاصروا لا من غذاء أو كساء
فكأن موتَ الشيخِ في هذا العَناء
هجر لدنيا الظلم يشجب من أساء
من غاصب ومدعم سفك الدماء
ومُبَارِكٌ متواطئٌ يبدي الولاء