صبرا آل غزة…

Cover Image for صبرا آل غزة…
نشر بتاريخ

إليك يا غزة الأبية ياغزة العزة هذه الكلمات من قلوب تتفطر ألما وحزنا خرجت إلى الشارع تواسي وتندد- فينكم ياحكام العرب- تستغيث رب العالمين ولسان حالها يقول يا ليت لي جناحان يطيران بي إلى غزة والأقصى، بلد اختارها الله عز وجل للشهادة.

(صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) بهذه الكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر ويواسي ويبشر أبوي سيدنا عمار رضي الله عنه وهم يعذبون في بطحاء مكة وكان المسلمون آنذاك لا حول لهم ولا قوة والبلاء يصب عليهم صبا.

أسرة مؤمنة اختارت العزة على الذلة اختارت الحياة الأبدية على الذل والهوان فنالوا بذلك ذكرا في الأولين والآخرين ورفعة في الدنيا والاخرة. وغزة الشهيدة الأبية وهي تتعرض الآن لكل أنواع التعذيب هي نموذج جماعي من آل ياسر.

صبرا آل غزة فأن الموعد الجنة. فهنيئا لك أخت غزة بدرب سمية وأسماء وآسية، هنيئا لك بشهادة طفلك سبقك إلى الجنة، ولو نطق لقال امض أماه فإنها جنة لا نار، وإنها حياة لا موت.

في حساب أشد الناس عداوة للذين آمنوا وأشد الناس حرصا على حياة وأشد الناس خوفا وهلعا من الموت أنها نار تحرق غزة وفي حساب كل ذي عقل لبيب يأخذ العبر من التاريخ أن هذه الأرض ملك لله يورثها لعباده المستضعفين، وأن النصر مع الصبر وأن العاقبة للمتقين. هذه سنة الله في أرضه ولن تجد لسنة الله تحويلا.

يقول الله عز وجل:(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) سورة القصص الآية 5.

في حسابهم أن طائراتهم وعتادهم العسكري وبطشهم عنوان قوة وغلبة بيد أن الغدر والبطش بالضعفاء العزل وقتل النساء والأطفال هو عنوان ضعف وقلة حيلة ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المومنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) سورة الحشر الآية 2.

ظن المتخاذلون الذين باعوا فلسطين بفتات موائد اللئام أن هذا جزاء كل من رفض الدخول في لعبة الاستسلام والخنوع وفي حقيقة الأمر هذه المحنة محك رباني ليميز الله الخبيث من الطيب (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ) سورة آل عمران الآية 140.

فلا الحصار ولا التجويع ولا القتل سيطوع أو يركع شعبا اختار العزة وعبادة رب العباد وستبقى روح المقاومة والجهاد في قلب كل مؤمن حي واثقا بموعود الله ورسوله، في رواية للإمام مسلم رحمه الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أوالشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله. إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود.)

اللهم أيد أهل غزة بنصر من عندك وفتح قريب آمين. واضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين يديهم سالمين غانمين.