ثالثا: مؤلفات في سجن الحصار (1999-2000م) 1/2
كتب الأستاذ في الحصار كتبا ورسائل ذوات العدد، نذكر المطبوع منها، ونشير إلى بعض مضامينها، معولين على رجوع القارئ إليها للعثور على جوابات صاحبها عن السؤالات التي تعالجها فقراتها.
1. كتاب “العدل، الإسلاميون والحكم”
كتاب “العدل الإسلاميون والحكم”، كتابٌ فريد في موضوعه ومنهجه ورؤيته، وقد سطت السلطة على 800 نسخة من طبعته الأولى بمطبعة الصفاء بالدار البيضاء لما أرسلت “كومندو” لتخريب المطبعة وسرقة المطبوع 1، ويقع الكتاب في أكثر من 700 صفحة، صدر عن مطبوعات الأفق بالدار البيضاء، عام 2000م في طبعته الأولى ثم تتالت طبعاته، وإن كان تاريخ تأليفه هو 1990م، أي في السنة الأولى من الحصار.
ويتألف الكتاب من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، موزعة على 22 فصلا تتناول بالتحليل والنقد وإعادة البناء والتركيب عشرات القضايا التربوية والعلمية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية المختلفة، بمنهاج بنائي تكاملي، يستحضر الأبعاد العقدية والتاريخية والمستقبلية والاستراتيجية في غد المسلمين والعالم. قال فيه: “من أرض البأساء تتطلع الإنسانية الأسيرة في قبضة أبناء الدنيا الفاعلين المؤثرين المتمكنين في الأرض وأرزاقها وخيراتها وأهلها. فما هي الشروط السياسية العملية لتحويل مجْرى الأحداث في مصلحة المستضعفين بقيادة أبناء الآخرة المستخلفين؟ ما هي الشروط لإقامة عدل الإسلام في الأرض؟” 2.
يمكن تلخيص الأسئلة الكبرى التي يطرحها الكتاب -الذي لم يستغرق في تأليفه سوى أربعة أشهر-
في ثلاثة كما يلي:
1- سؤال الإرادة: ماذا يريد الإسلاميون؟ ما هويتهم؟ ما مطلبهم؟ ما استعدادهم؟ وكيف يتحول الإسلاميون إلى فاعل حقيقي في التغيير؟ كيف يتجاوزون الذهنيات التقليدية الموروثة والمستوردة؟ كيف ينظمون ممارسة الدعوة؟ كيف يديرون شؤون الدولة؟ أي تصور لهم عن الوحدة بين المسلمين؟ وهل تحضر المرأة مشاركة في تصوراتهم وبرامجهم؟ وما المشترك بين الإسلاميين وغيرهم؟
2- سؤال الواقع: على أية أرض نتحرك؟ بم نصف هذا الواقع المركب؟ هل الواقع قدر نستسلم له أم هو فعل سياسي واقتصادي واجتماعي يمكن تغييره؟ وكيف ننقل الأمة من التخلف والفقر والتبعية إلى التنمية والتصنيع والعزة؟ كيف يتحول المسلمون من كمٍّ عددي غثائي إلى كيف اقتحامي إنجازي؟
3- سؤال العمل: أي حلٍّ نقترحه على المسلمين؟ وعلى العالم؟ ما معالم المنهاج الذي نسلكه في طريق الاستخلاف والتمكين؟ هل بالعنف أم بالتفاهم؟ بالحوار أم بالإقصاء؟ بالشورى أم بالاستبداد؟ وفق أية منهجية توافقية نتعامل مع باقي الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والحقوقيين الحاضرين في الميدان؟
أسئلة ثلاثة يطرحها الكتاب ويجيب عنها في ثلاثة أبواب كالآتي: الباب الأول: ماذا يريد الإسلاميون؟ والباب الثاني: عالم في مخاض، والباب الثالث: ما العمل؟
وفي الكتاب عالج الأستاذ أدواء الفكر الإسلامي المعاصر، ونبه المسلمين إلى ما يسميه بـ”القراءة المتزامنة”، ويقصد بها القراءة الجامعة بين الواجب الشرعي الوقتي وقوانين الكون القدرية الناظمة لحركته، حيث يقول: “لا أكون مؤمنا حقا إلا بالمداومة على القراءة المتزامنة، وما يُلَقّاها إلا الذين صبروا، لسنة الله في التاريخ ولسنته الشرعية. بالقراءة الثنائية المتـزامنة أعرف قدرة الله عز وجل الغالبة فيطمئن قلبي فيَزيدني الاطمئنـان مضـاءً في بذل جُهدي وشحْذ عزيمتي واستماتتي على الواجهة” 3، من غير عجز عن الفعل وتواكل بليد، ولا تعويل على الجهد وحده في توثب عنيد، فـ”ما أُوتِي المستضعفون من جهة هي أنكى فيهم من أنفسهم، من حكامهم المجرمين، أجرموا وعتـوا في الأرض واستكبروا استكبارا وتحالفوا مع المستكبرين لقعود المسلمـين عن الطلب ولهبّتهم الطفولية مع كل ناعق” 4.
وقد تم تقديم الكتاب في مناسبات كثيرة، لعل من أبرزها ندوة18 فبراير 2001 بمدينة سلا، والتي شارك فيها الأساتذة: أحمد الملاخ وأحمد عبادي ومحمد ضريف، من المغرب، وراشد الغنوشي من لندن (عبر الهاتف).
2. كتاب “تنوير المؤمنات” (في جزأين)
تم تأليف كتاب “تنوير المؤمنات” عام 1993م بمدينة سلا، وصدر في طبعته الأولى عام 1996م، عن مطبوعات الأفق بالدار البيضاء، وفي طبعات أخرى بمصر ولبنان وفرنسا، ويقع في 757 صفحة مقسمة على جزأين، في مقدمة و10 فصول وخاتمة.
يعالج الكتاب قضية المرأة المسلمة في شموليتها وارتباطاتها بمختلف القضايا الإنسانية، وموقعها في معركة الخروج من أدواء التبعية ودوائر التشدد إلى فضاء المشاركة جنباً إلى جنب مع الرجل في إحداث التغيير المجتمعي الشامل. فالمرأة تعيش في عالم تطغى فيه شريعة السوق وفتنة التصنيع وثقافة الاستكبار، ورغم ذلك تبحث عن السعادة الممتدة من الدنيا إلى الآخرة، خارج الـمُسَلَّمة الداروينية وهوس العالم، وتطلب حقوقها في سياج الإسلام وتكريمه لا خارجه لتحيا الحياة الطيبة، تؤمن بالله واليوم الآخر وتجاهد نفسها معتصمة بالله وحبله الممدود من السماء إلى الأرض. تستكمل المؤمنات إيمانهن تائبات متطهرات، تجددن إيمانهن فاعلات مشمرات لا غائبات متخلفات، تطلبن الكمال القلبي والعلمي في بيوتهن وخارجها، شابات وزوجات وأمهات، بتربيتهن الإيمانية الإحسانية، وحظهن من حُب الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبة الشعب تصنعن الأجيال وتصنعن المستقبل.
بروح المسجد تحضر المؤمنات في المجتمع كله حضورا يليق بخصوصياتهن، بدءا بالبيت الذي تسكن فيه مع زوجها وأبنائها بالتواد والتساكن والتراحم، تحتضن السكينة والحنان والمحبة في بيت الزوجية بتعاونها مع زوجها على إتمام الرحلة السعيدة إلى دار السعادة الأبدية، وتحفظ الفطرة بأمومتها للنشء وهي تعلم وتربي تربية إيمانية شاملة ومتوازنة، إلى جميع مجالات العمل والسعي وفق أخلاق الإسلام وضوابطه، لتحفظ ما لا يُحفظ إلا بها وهي الحافظة بالغيب بما حفظ الله.
تحافظ النساء المؤمنات في مجتمعاتهن العصرية على برجهن الاستراتيجي في إعداد طلائع الخير في الأمة وفي العالم، وهُنَّ وسط المعمعة لا معزولات مهمشات، تُربين وتدربن وتخططن للمستقبل، تُخرجن جنودا مجندين في الحق والخير من الشباب والشواب، تخلصوا من الولاء للعصبيات والقوميات والإيديولوجيات الغازية، كما انفكوا من ربقة العقلية التقليدية المستقيلة من التأثير والشهادة والإنتاج والبناء. من هذا الموقع الاستراتيجي يتحقق الإنجاز التاريخي وتنشأ خيرية الأمة المستخلفة، حيث “يكون برج المؤمنة مشتلا لتربية الشجر الطيب، ومنطلقا للبعوث الغازية، لا مجرد ملاذٍ في الأحضان، ومَرْفإٍ للمراكب المنكسرة، ومطعمٍ ومضجع” 5.
3. كتاب “حوار مع الفضلاء الديمقراطيين”
في هذا الكتاب الذي كُتب سنة 1993م وصدر سنة 1994م من قلب الحصار في 240 صفحة، ابتدأ الأستاذ سلسلة كتب حوارية، يلح فيها على ضرورة الحوار بما هو استراتيجية للتواصل وتقريب وجهات النظر مع جميع الأطراف المهتمة بالإصلاح والتغيير في المغرب، من مفكرين ومثقفين وسياسيين، وخاصة الفضلاء منهم ممن يؤمنون بالحوار مع الآخر، ويقبلون -بمستويات متفاوتة بينهم- بالاختلاف وضرورة تدبيره وتنظيمه.
ومن خلال عناوين فصوله السبعة قد تتبين مضامينه ومقاصد صاحبه من تأليفه، وهي: الإسلاميون والصراع السياسي، أرضية للحوار، الديمقراطية والشورى، تعبئة وتغيير، تعليـم يحـررنا، تنمية تفك رقابنا، حقوق الإنسان. وهي نفس القضايا المركزية ذات الشأن الإشكالي في الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين في الوطن العربي بأكمله. وفي نفس الكتاب أكد مقترح الميثاق الإسلامي كأرضية لعمل وحدوي وكتلة تاريخية حقيقية لإنجاز التغيير في المغرب. معلنا أنه يبشر بدعوة سلمية مجددة في الوسائل والغايات، “ذلك أننا لنا دعوة نريد أن نبلغها للعالمين. وهي دعوة رفق لا عنف، وصدق لا نفاق، وترغيب لا ترهيب، واختيار لا إكراه. وأفضل مناخ لتبليغ رسالتنا هو السلام في العالم والتواصل والتعارف والرحمة” 6.
وقد أجمل المقصد من الكتاب في قوله: “إن هذه الصفحات، وإن جاءت تحت عنوان حواري موجه لفئة من الناس، قصدها الأول والثاني عرض القضية الإسلامية ومشروع المجتمع المسلم على جمهور المسلمين الذين يُساوم على وَلائهم متنصلون من الدين لاييكيون مغربون، وآخرون الدين عندهم تطرف وإرهاب إلا أن يكون تديُّنا زَهَاديّا رهبانيا يقبع في ركن المسجد ليُسبح ويحوقل ما شاءت له استقالته بين يدي الفضلاء الديمقراطيين الخبراء بشؤون الدنيا، القادرين عليها، المتحزبين يمينا ويسارا ووسطا في جغرافية الحياة. وللمسجد وأهل المسجد مهمة التكفل بتكفين الأموات” 7.
4. كتاب “محنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى”
صدر الكتاب سنة 1994م، في 137 صفحة، موزعة على 37 فقرة من غير فصول، يعالج فيها جذور الإشكالات الفكرية التي تملأ مؤلفات المثقفين اللائيكيين، والمرجعيات التي يستندون إليها، ويبدي موقفه منها منتصرا للغة القرآن، بدءا بمفهوم العقل نفسه الذي تساءل بصدده قائلا: “هل من فرق جوهري بين عقل من يستقي من حوض اللاييكية وينظر بمنظار مستعار، وتجري في دمائه الثقافية تيارات فلسفية متطورة متدرعة بالحجة العلومية، وبين عقل غيره من الناس؟” 8.
والجواب الذي منه يبدأ التفصيل، قوله: “من هنا تبدأ خصوصية العقل المؤمن واختلافه الجوهري عن العقل المشترك بين البشر، عقل النظر القائم بذاته المستقل المتأله، عقل المعاش المدبر لشؤون الحياة الدنيا، المحجوب عن حقائق الغيب مادام لا يسمع من الوحي ولا يبصر نور الوحي.
ليست المسألة اصطلاحا يفرز العقل المؤمن الآخذ عن الله على حدة، والعقل المعاشي على حدة بل هو تميز جوهري. ليس الأمر ترتيبا في درجات يكون العقل المعاشي الفلسفي أكثر أو أقل حكمة وذكاء من العقل المؤمن. بل هو اختلاف نوعي.
للعقل المعاشي العلومي مجال واسع للتفكير والتدبير المنطقي في نطاق الكونيات. متى حاول هذا العقل أن يقتحم ما فوق طوره هامَ في بحور الفلسفة والأطروحات والتقديرات.
إلا أن تتداركه رحمة من الله فتسوقه من آفاقه التائهة رجوعا إلى عتبة الفطرة التي يتساوى فيها الإنسان الأمي الباقي على فطرته لم يبرحها ولم يفسدها عليه الوالدان والمجتمع مع الفيلسوف العائد من جولاته وأطروحاته.
عتبة الفطرة هي بكل بساطة حاجة كل مصنوع لصانع. بديهية من بديهيات العقل البشري الساذج تتلفها الفلسفة وتدكها دكا وتردمها في ركام التقديرات، فإذا العقل البشري المعاشي المصاب بداء العمى عن البديهيات يقبل ببلادة أن يكون هو مصنوعا لنفسه” 9. ليصل في نهاية الكتاب إلى أن العقل المسلم تلميذ للوحي، وليس مستقلا بذاته سادرا في غفلاته.
5. كتاب “رسالة تذكير”
وهذه الرسالة هي أصغر مؤلفات الأستاذ المطبوعة، وقد كتبها بمناسبة الإسراء والمعراج (ليلة الجمعة 27 رجب 1415ه الموافق لـ: 30/12/1994م)، تحدث فيها عن معجزة الإسراء والمعراج ثم عن معاناة المستضعفين في الأرض، ومذكرا بثوابت منهاج التربية على الإيمان والعمل في الميدان (الخصال العشر)، محذرا من أساليب الدروشة والحماسة والعنف التي تتهدد الدعوات التغييرية إسلامية كانت أو غير إسلامية. ومنتقدا أطماع المثقفين والسياسيين “قوم اصطلحوا مع العصر والقوى المهيمنة في الدنيا، المستكبرة فيها، فهم هناك على كراسي الحكم ينطقون سفهاً ويفسدون نُكراً وشَرهاً. اليهود أولياؤهم وأحباؤهم. كيف نصاول هؤلاء المردة العصاة ونطاولهم ونحن المؤمنين بكتاب الله والمؤمنات أشتات، جماعات وثبات؟ أم تُرانا في جماعة العدل والإحسان نركع يوماً للطاغوت بجباه تغتنم بركات الذكريات الربانية ونفحات الليالي النيرة؟
لا يدفعنا للتصدي أمام الزحف الكافر والدَّس المنافق والمؤامرة الشيطانية هاجس حزْبي ومعارضة سياسية وبواعثُ وطنية. تلك شعارات ينتشي بترديدها وتلوينها وتشكيلها والخطبة بها غيرُنا. ما ينبغي للمؤمنين والمؤمنات أن يتحركوا بالنية الساقطة فتحبَط أعمالهم. ما ينبغي أن يستخفنا من يريدون الدنيا عن إرادتنا الإيمانية للآخرة، ولا أن تحجب عنا هذه وتلك مقعد الصدق عند الله، الذي يُكرم الله به من آثر الله على ما سواه، ولم يخش إلا الله، ولم تحُلْ بينهُ إرادة وبين إرادة وجه الله” 10.
6. كتاب “رسالة إلى الطالب والطالبة، إلى كل مسلم ومسلمة”
طبعت الرسالة في 67 صفحة من الحجم الصغير سنة 1995م، لتخاطب جمهور الطلبة في الجامعات المغربية، وخاصة الطلبة الإسلاميين منهم، وقد أضحى حضورهم قويا ومؤثرا، في وسط تحتدم فيه المواجهات الفكرية بين الفصائل الطلابية، وتتوالى المعارك النضالية مع الإدارة، مما يوجب ضرورة التتبع والتوجيه والتذكير. إذ صرح في مقدمتها بأنه متوجه إلى “طالب” الخبز والمسكن والزواج والشغل والكرامة والاستقرار. إلى طالب العلم والأمن والسلام. إلى طالب الحق والعدل. إلى طالب السعادة في الدنيا والآخرة. إلى طالب الجنة. إلى طالب القرب من الله. “منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة” 11.
وتضم الرسالة/الكتاب مجموعة من الرسائل التي كتبت في أوقات مختلفة؛ أولها “رسالة إلى كل طالب وطالبة”، بالإضافة إلى أربع رسائل أخرى كان قد وجهها إلى الطلبة في مجلة الجماعة. وجاءت العناوين بعد المقدمة كالآتي: هموم المصير، السياسة والدعوة، في قلبك تعطش إلى الحق، مادة الفتوة وقوة الاقتحام، خياركم أحباب الله حملة رسالة الإسلام. مركزا كعادته على أسلوب الرفق والرحمة بالخلق في تذكير الناس بمصيرهم وفي بحث سبل التعاون معهم في الساحة الطلابية بدلا عن ثقافة العنف والإقصاء والكراهية.
يتبع
[2] ياسين، عبد السلام. العدل، مرجع سابق، ص 189.
[3] ياسين، عبد السلام. العدل، مرجع سابق، ص 467.
[4] المرجع نفسه، ص 463.
[5] ياسين، عبد السلام. تنوير المؤمنات، مطبوعات الأفق، الدار البيضاء، ط1، 1996م، 2/242.
[6] ياسين، عبد السلام. حوار مع الفضلاء الديموقراطيين، مرجع سابق، ص 214.
[7] المرجع نفسه، ص 4.
[8] ياسين، عبد السلام. محنة العقل المسلم، مرجع سابق، ص 4.
[9] المرجع نفسه، ص 5.
[10] ياسين، عبد السلام. رسالة تذكير، مطبوعات الأفق، الدار البيضاء، ط1، 1995م، ص 10-11.
[11] ياسين، عبد السلام. رسالة إلى كل طالب وطالبة، مطبوعات الأفق، الدار البيضاء، ط1، 1995م، ص 5.