بقلم: ذ. مصطفى شقرون
فيمَ التحسُّرَ إن ما أُقِّتَ السفرُ.. لا يجعلنّكَ نقصٌ منك تنتظر
فالله يفعل لا يحتاج مجتهدا.. والله يخلُق ما يأتي به البشر
فاعمل ففعلك أمرٌ لا مناصَ له.. وأحسنُ الناسِ في أعماله البَدِرُ
وما عليك إذا لم تُنهِ مبتدأً.. وأنت تجهَد كي يَحيى بهِ خبرُ
فإنّما مبلغُ الأعمالِ نيّتُها.. وقد يجازي عن النيات مُقتدِر
فابذل إليه قصارى الوُسْع مجتهداً.. لا تَتَّكِل كسلا ما أسعَفَ العمُر
ولا تقولنّ إني لو رُدِدتُ غداً.. لأعملَنْ ضِعفَ ما قد يعملُ الكَثَرُ
فلا تُكلَّفُ نفسٌ غير ما وسِعتْ.. ولستَ تدري الذي يأتي به القَدَرُ
ما أحسن الظنَّ عبدٌ في مصوِّره.. يُعطى من الفَيْضِ آلاءً فينبهر
ولا تخافَن على الإسلام أُنمُلةً.. فالله مُظهرُه والوعد مستطَر
فأنتَ ما أنتَ؟ إلا واضعٌ لبِناً.. لمن يَشيدون إن ما عازَهم حجرُ
فاجعل نصيبك أَنْ ساهمتَ في عمل.. يُحيي الخلافةَ إحياءً فتنتصرُ
إني ضعيفٌ وإنَّ الضُّعفَ من شيمي.. والضُّعف في عملي: أبني فينفَطِرُ
ألوذ بالله إذ أدعوه منكسرا.. ما كان منكسرا يبرى وينجبر
فهو القوي الذي يقوى بقوّته.. من جاءه بِبَهيم الليل يفتقر
صلى الإله على الهادي وعترته.. من شوقهم بجَنان الصدر مُستعِر
ثم الصحابة والإخوان بعدهمُ.. هم الملاذ إذا ما انتابني كَدَر
روح الجماعة : مصحوب، بهمته.. عزم الرجال بها يورى ويستعر
والذكر ديدنهم يُذكي إرادَتهم.. والصدق رائدهم، بالبذل يُختبر
والعلم عندهمُ يفضي إلى عملٍ.. بانٍ و متّزن بالشرع يعتبر
في سَمت متئدٍ حسنٍ ومقتصد.. صار الجهاد لهم وردا فما صدروا
ثم العناق لمن لولاه ما انقدحت.. في القلب بارقة للفيض تنتظر
هذا سلامي ودمع القلب منهمر.. إليك بَوْحِي وقبلَ البَوحِ أعتذر
حاولتُ لكن.. وهل جَلَّتْ محاولتي.. أمراً يسرُّكَ في فعلي فتفتخر ؟
إن كان من ظَفَرٍ فالله مُلهِمُه.. أو كان من خطإ فالله يغتفر
هذا انكساريَ إذ أوشي به طلبي.. فاغفر لعبدك ما يأتي وما يذر
إن كان من أجَلٍ فافتح لمنتظر.. أو كان من سفر فالأجمل السفر
يا ساقيَ النور لا تبخل على ظمِئٍ.. بالماء مذَّرِعٍ في الكفِّ يعتَفِر
يا سيّد الحوض هل في النّاس من كرم.. يعلو على كرم فيكم ويفتخر
فاشفع لمنكسر قد جاء منهزما.. من رام نصرتكم لا شكَّ ينتصر
صلى عليك إله الكون ما بقيت.. هذي النجوم وهذي الشمس والقمر