يبدو أن نزيف الشمال مستمر ! لم نستفق بعد من هول ما يحدث في الفنيدق؛ شباب تبتلعه البحار، أسر تبيع أثاث بيتها لتسد به الرمق، ونساء يعانين في صمت، فبعد فقد المعيل وفقد مورد الرزق لم تعد تملك سوى آهات ودموع تختزل ما تعانيه من عجز وقلة حيلة، في غياب بديل يحفظ الكرامة وأبسط شروط العيش اللائق.
اليوم وغير بعيد من مدينة الفنيدق الثائرة استفقنا على فاجعة كبرى، وصدمنا من هول ما تناقلته وسائل الإعلام؛ طنجة الكبرى تشهد رزيئة بكل المقاييس، غرق شهداء لقمة العيش، أزيد من 27 غريقا حتى الآن، أغلبهن نساء معيلات لأسر، الأمر الذي يحيلنا على ما تعانيه النساء في هذا الوطن، خاصة اللواتي يشتغلن في القطاعات غير المهيكلة، وما أكثرهن، ونستحضر هنا العاملات الزراعيات وعاملات التهريب المعيشي وغيرهن..
حدثت هذه الفاجعة بسبب أمطار لم تتعدَّ 50 ملمترا، وكنا ننتظر قرار جريئا يربط المسؤولية بالمحاسبة، فلو حدث هذا في دولة تحترم مواطنيها لرأينا استقالات ومحاسبات بالجملة.
انتظرنا أن يحرَّك ملف التدبير المفوض نظرا للبنية التحتية الرديئة، التي كان من المفروض أن تستوعب حجم المياه التي اجتاحت شوارع طنجة على الأقل بشكل يحد من وقوع الكارثة.
زادت الصدمة حين كان الرد الرسمي أن المصنع سريا، فكيف يعقل أن يوجد مصنع في حي سكني يشغل أزيد من 100 أجير، أو على الأقل العشرات (حسب ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي)، ويعمل بشكل سري في الوقت الذي ترصد فيه السلطات وأعوانها كل كبيرة وصغيرة، مع العلم أن النشاط يستوجب وجود شاحنات لنقل السلع والبضائع على مرأى من الجميع.
كيف نريد أن تكون طنجة كبرى وليست لديها… تتمة المقال على موقع مومنات نت.