عيد.. بأي حال عدت يا عيد؟

Cover Image for عيد.. بأي حال عدت يا عيد؟
نشر بتاريخ

تحتفل المرأة، في 8 مارس من كل سنة، بعيدها الأممي في جميع أصقاع العالم مع تفاوت في الأهمية بين دولة وأخرى؛ حسب مكانة المرأة فيها، وما راكمته من نضال للحصول على مجموعة من المكتسبات التي تؤهلها لتكون إلى جانب الرجل في كل الميادين.

أما تحت وطأة الاستبداد والفساد، فتعيش المرأة وضعا مختلفا تماما – مع بعض الاستثناءات -، فالكثير منهن لا يلتفتن إلى هذا اليوم، ولا يدركن من حقوقهن إلا النزر القليل، انغمسن في غيابات الحياة بحثا عن لقمة العيش لهن ولأسرهن؛ فمن حقول الفراولة في إسبانيا وما يمارس عليهن من إهانة وتحرش وزهد في الأجر لا يخفى على العامة بله المسؤولين، إلى جني الثمار والعمل في حقول المغرب..

وأنت تتجول صباحا بمدينة بركان يلفت انتباهك نساء ملثمات يزاحمن الرجال في الحصول على فرصة عمل في حقل من حقول جني الفواكه أحياناً والخضر أحيانا أخرى، تستغرق اليوم بكامله؛ عمل شاق قد يكون تحت المطر أو تحت الشمس الحارقة، وبثمن يستحيي القلم من كتابته.

والمحظوظات فقط من يتم اختيارهن للركوب في شاحنات، تفتقد شروط السلامة والكرامة، متوجهات إلى الحقول، أما أغلبهن فيغلبهن التعب النفسي والجسدي وهن ينتظرن فرصة أخطأتهن، فيرجعن خاويات الوفاض، ينتظرن أخرى قد تأتي وقد لا تأتي.

إنه عمل عشوائي غير مهيكل تعاني فيه المرأة كل أنواع المس بكرامتها؛ تعاني من ضغط الحياة وضرورياتها، ومن تعسف المشغلين، ومن الميز، ومن التحرش، ومن الأمراض المزمنة الناتجة عن بعض الأعمال الفلاحية..

فكيف لهذه أن يكون لها عيد تحتفي فيه بإنجازاتها؟

حقيق بالمرأة المغربية أن تحتفي عندما:

– تلتفت لها الدولة، وتوفر لها عملا مناسبا وقارا وبعقد عمل واضح.

– تجد من ينقذها من براثين الجهل والأمية، ويقنعها أن تلجأ إلى المدارس والمعاهد والكليات سعيا وراء الحصول على شواهد عليا وفي كل التخصصات، ويوفر لها ظروف ذلك.

– يعاد لها الاعتبار، ويتم تخليصها من رواسب الفقه المنحبس الذي عزلها في الزاوية.

– تتخلص من عنف الأب والأخ والزوج والمجتمع، فتصان كرامتها ولا تهان.

– تعي أن الحقوق تأخذ ولا تعطى، فتثق في نفسها وتشمر على ساعد العمل والاجتهاد.

– تدرك أن لها ربا خلقها لعبادته وإعمار أرضه، فتتحرر إرادتها لطلب وجهه عز وجل.

– حين وحين وحين.. وإلى ذلك الحين كل عام والمرأة المغربية بخير.