توطئة
قصيدة نُظمت قبيل ساعة من زيارة الأسير الحر عمر محب حفظه الله ورعاه، وأطلق سراحهُ لصلاحِهِ وصالِحِ من يُحِب ومن هم في حاجة إلى بَنَاتِ قلبِهِ، وأبناءِ عقلِهِ، وسائرِ أبناءِ وبنات جوارحه وجوانحه.
هي هدية له ولزوجه المصون ولِولدَيه البارين، ولكلِّ قريبٍ محبٍ له لا توازي -ولا يمكن أن توازي- ما يعانيه في سجن الجور، وما مرَّ عليه فيه من عشر الغدر، عسى أن تؤنسَ الأحوال، وتخفف الأحمال، وتشُدَّ على يد الزوج والعيال، ليواصل الجميع مشوار الصبر على اللأواء، واليقين في حسن الثواب وحسنى المئاب.
زرنا الحبيب فمُنعنا من لقائه بقرار خَفَّفَ من وطأته لُطفُ حُرَّاس إبساسا بعد إيناس، ثم زرنا أهله في دار ذي القوامة وذات الحافظية، فاستقبلتِ الزوجُ والأمُّ والمحامية الداعية ثلة من أعضاء مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، وثلة من أعضاء الأمانة العامة لدائرتها السياسية، وصفوةً من رجال فاس المحروسة، بحفاوة المُضيِّفةِ الكريمة، ولباقةِ وأدبِ الراعية المسؤولة الحكيمة، ليكون مسك الختام بعد مواساةٍ وذواق دعاء جامع خاشع من سيدي عبد الواحد المتوكل حفظه الله ورعاه.
نسأل الله أن يكتب للجميع -نية وعملا- أجر المتزاورين فيه ونورهم، وأجر المتحابين فيه وسررهم ومنابرهم، وأجر المتواصين فيه بالحق والصبر. كما نسأله جلت قدرته أن يعجل بإطلاق صراح أخينا، وتخفيف المعاناة عن أهله وولَدَيْه وأقربائه وأحبائه إنه سميع قريب مجيب الدعوات والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.عُمرٌ مَضى مِن عُمْرِه في عامِر
مِن يومه في الورد يَقْظَةَ ذَاكِر
مُستغفرا ومُصلّيا ومُهلِّلا
مُتحصِّنا ومُسبِّحا للغافِر
يتلو الكتاب تدبُّرا وتفكّرا
في آي نَاهٍ بالمَراشد آمِر
صَوَّامَ سَبْحٍ في النّهار مُناضلا
قوّامَ ليل لا يَلِذُّ لشاكِر
إلاّ لوِتْر في الليالي ساهِرا
والدّمع يَهْمِي مثل سَيْلٍ هادِر
مُتبئّسا مُتقنّعا مُتضرّعا
مُستمطرا عَوْنَ المُجير النّاصر
مِنْ حُكْمِ مَنْ بالعَشْر جَوْرا قد قَضَوا
والعشر مُعْتَكَفُ الصَّؤومِ الطاَّهِر
هو مُمْسِك عن كلّ فِعْل شائن
هو قائم والغِرُّ حِلْس الجائِر
مُتصدّق بالعِرْض بَذْل مُسَامِح
مِنْ نَسْل “ضمضمٍ”(1) لا هِبَاتَ لغادِر
عُمَرٌ مُحِبّ ياله من شاهد
بالقسط والزوجُ المصونُ كباتر
سيفٌ لدين العدل والاحسان لا
سَيْفٌ لنِحْلَة غالب أو غادر
أبناؤه إخوانه أحبابه
كُلٌّ رِضاهُ بحِكْمَةٍ مِنْ قادِر
والرّفْض للسنوات فِرْيَةِ غاشمِ
والصَّمْتِ عن حق الأسير الظاهر
صلوا على طه وآل محمد
ما شَنَّفَ الأسماع نَظْمُ الشاعر
بمُخَلَّعٍ أو وافر أو كاَمِلٍ
مُستفعِل مُتفاعل ومُؤازِر 1
فاس 4 جمادى الثانية 1437هـ الموافق لـ14 مارس 2016.