يستقبل أهالي قطاع غزة، للعام العاشر على التوالي، شهر رمضان المبارك، وهم يكابدون مرارة الحصار من جهة، وضيق ذات اليد من جهةٍ أخرى، وركود الأسواق وضعف الحركة التجارية. وهذه هي السمة الغالبة لما تفرضه ظروف الحصار والمعاناة التي لا تزال تراوح مكانها حتى في هذا الشهر الفضيل.
ثلاث أزمات يعيشها الغزيون تؤثر سلبا على حياتهم اليومية:
1. أزمة الكهرباء
يأتي رمضان هذا العام في جوٍّ شديد الحرارة سيما أنّ فصل الصيف يكون في أوجه مع مطلع يونيو، إلا أنّ هذا الحر لم يشفع للغزيين مع أزمة الكهرباء التي طالت كل مناحي حياتهم.
فرغم أن شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة أكدت أن جدول التوزيع المعمول به حاليًا، والذي هو 8 ساعات قطع يقابلها 8 ساعات وصل، سيبقى معمولاً به طوال الشهر الفضيل، إلا أنه حذّر من تزايد الأحمال على الخطوط المغذية للمناطق والأحياء، والذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على ساعات التوزيع).
وبذلك يعيش الغزيون حالة خوف من أن تتوقف محطة توليد كهرباء عن العمل بسبب الضغط المتزايد والحاجة الماسة للكهرباء، خصوصا في هذا الشهر.
2. أزمة الرواتب
وكما هو حال أزمة الكهرباء لا تزال أزمة الموظفين قائمة، حيث لا يزالون يتقاضون، عددهم يزيد عن 40 ألف موظف بين مدني وعسكري، أقل من 50%.
وتتأثر أسواق قطاع غزة بشكلٍ عام، وفي رمضان بشكلٍ خاص بأزمة الرواتب التي تقلص من الحركة التجارية والقدرة الشرائية للمواطنين الذين يكتفون بشراء المستلزمات الأساسية.
3. توقف الإعمار
رغم مرور سنتين على انتهاء أقسى حرب مرت على قطاع غزة صيف عام 2014 (معركة العصف المأكول) إلا أنّ أزمة الإعمار لا تزال تراوح مكانها، ولا يزال الآلاف من المدمرة بيوتهم (أكثر من 125 ألف منزل دُمرّ) بدون مأوى حيث لم يتمكنوا حتى اللحظة من وضع حجر الأساس لمنازلهم المدمرة في انتظار المنح التي وعدت بها عدد من الدول.
ولا يزال الاحتلال الصهيوني المجرم يمنع دخول الإسمنت إلى قطاع غزة إلا للمشاريع الدولية، فيما تبقى المنازل متعطشة إلى آلاف الأطنان من الإسمنت.