من المؤكد أن حجم التدمير الذي طال قطاع غزة هائل ومشين، مما يجعلنا نتفق على أن غزة ليست بخير.
غزة ليست بخير؛ هذا نصف الجواب، أما نصفه الثاني فهو أن القضية الفلسطينية أصبحت بخير. ومرجع ذلك إلى عدة مؤشرات:
1. أصبح خيار المقاومة خيارا حقق شبه إجماع بين أبناء الشعب الفلسطين الذي يتجاوز 14 مليونا على امتداد الخرائط المتنوعة: قطاع غزة بلغ نحو 2.1 مليون، وفي الضفة الغربية 3.1 مليون، وعرب الداخل الفلسطيني 1.6 مليون فلسطيني، وبقية الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات 6.2 مليون. كما أن غرفة العمليات المشتركة في هذه الجولة كانت عنوان وحدة الفصائل المسلحة وراء عنوان واحد: فلسطين.
2. سقوط خيار التسويات والتعويل على الدعم الغربي المتوهم، واعتماد الفلسطينين على أنفسهم في تحقيق التوازن مع العدو. ولتعلم مدى فاعلية وروح التحدي في المقاومة ينبغي أن تتذكر أن الكيان الصهيوني هزم ثلاث دول عربية، ساندتها ست دول أخرى، فهزمتهم في ستة أيام، واستولت على ثلاثة أضعاف الأراضي التي سيطرت عليها سنة 1948، واستشهد 21500 مقابل 780 من الكيان الغاصب (انظر تداعيات حرب الستة أيام في الصورة المرفقة).
3. لم تكن صواريخ المقاومة تتجاوز سنة 2001 ما مسافته 3 كلم، وكانت مصدر استهزاء من أبي مازن. واليوم يتجاوز الصاروخ ما مداه 250 كلم بقوة تدميرية أقوى، كما أن يد المقاومة أصبحت تصل كل التراب الفلسطيني المحتل.
4. عنف الكيان الغاصب بضرباته من خلال الطيران الحربي، والمدافع التي تستهدف بيوت المدنيين، يبرز ضعف الكيان لا قوته. فهو أصبح أعجز من مجرد التفكير في الدخول بضعة أمتار داخل غزة، وإنما الشرط المشروط للقضاء على العمل الفلسطيني المسلح هو الاجتياح البري، وهو اختيار سقط بعد تجربته سنة 2014، فترك الكيان وراءه عشرات القتلى من جنوده، وبضعة أسرى تمرغ دعاوى ردعه في التراب.
5- واقرأ معي مليا الصفحات المرفقة أسفله لوزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري وهو يتحدث عن ضعف ووهن نتنياهو بعد أن غرق في مصيدة الاجتياح البري سنة 2014. اقرأها جيدا لتعلم حجم تراجع الصهاينة، وتعلم من أي عجينة صنعت رجولة أهل غزة، ولتعي لماذا لا يستطيع نتنياهو إعادة تجربة الاجتياح البري.
6- لقد تقهقرت أهداف الكيان الغاصب وأصبح منتهى ما يريد: الهدوء مقابل الهدوء، في المقابل تتعاظم آمال الفلسطينيين حتى أصبح الشعار عند الكثير منهم: #تحريرهاكلهاممكن.