ضمن أنشطة الذكرى 12 لرحيل الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله، نظمت جماعة العدل والإحسان “ليلة الوفاء” بثتها قناة الشاهد الإلكترونية والصفحات الرسمية للجماعة وموقع الإمام عبد السلام ياسين هذه الليلة، السبت 14 دجنبر 2024 ابتداء من الساعة الثامنة والنصف.
الحفل الذي حمل عنوان “الشباب وطوفان الأقـصى”، تنوعت فقراته وجمعت بين شهادات حية ومواجيد ووصلات شعرية وفنية وكلمات، وعرض أحداث وفيديوهات وثائقية وربورتاجات فضلا عن مواقف ورسائل تضامنية.
استُهلت “ليلة الوفاء” بمشهد افتتاحي لمقدمة أخبار تعرض خبرا عاجلا “على غير العادة” لحدث كبير، ملأ الدنيا وشغل الناس، ولن تهدأ ارتداداته زمنا طويلا، كما قالت، قبل أن تربط اتصالها بمراسلين من غزة الحبيبة والرباط الداعمة ليتحدثا عن الواقع هناك والإسناد هنا بكلمات ممزوجة بالشعر، وقد جمعا فيها بين اليقين والبلاغة والبيان.
عقب هذا الفيديو الافتتاحي رحبت الأستاذة شيماء التجاري منشطة الحفل بالحضور والمتابعين، واستذكرت أثر الإمام المرشد عبد السلام ياسين، فكرًا ومواقف، وحياة حافلة نوَّرت مسيرة أجيال وبنت عزيمةً زرعت في قلوبهم اليقين والثبات.
وفي أول شهادة من الشهادات الثلاث التي ألقيت بين الفينة والأخرى في الحفل، تحدثت الأستاذة نادية بلغازي أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي التي انتخبت حديثا، عن الأثر الذي تركه الإمام في قلوب من تتلمذ على يديه، وهي واحدة من بَنات الإمام المرشد البُناة، تربت في رحابه، فنهلت من معين إيمانه وعلمه، وتشرفت إلى جانب أخواتها بحمل رسالته بين النساء. فكنَّ سُرُجًا من نور الإمام، أنَرْنَ درب نساءٍ مؤمنات أخريات، باحثات عن الحق، حاملات للعهد.
ليرسم الأستاذ البشير عابد للحاضرين في الشهادة الثانية لوحة جميلة بكلماته عن أثر الإمام عبد السلام ياسين في المجال التربوي والدعوي والعلمي ويتحدث بما حباه الله به من صحبة الإمام، حيث نال من معين علمه وتوجيهاته وأُلهِم بفكره وفتح قلبه لنور التربية الروحية والجهادية التي حملها الإمام ودعا إليها. والأستاذ عابد كما قالت منشطة الحفل ليس مجرد شاهد على عصرٍ من الصحبة، بل هو حامل لرسالة، ومترجم لتجربة إيمانية فذة عاشها مع المرشد رحمه الله، لتكون نبراسًا للأجيال القادمة.
وفي الشهادة الثالثة والأخيرة، تحدث الأستاذ عبد الصمد فتحي عن علاقته بالإمام عبد السلام ياسين، وتوجيهه له واحتضانه له، وأشار إلى التقائه أول مرة بالإمام، وكان هذا اللقاء في السجن وراء القضبان، وحكى واقعة مهمة تركت أثرا وانطباعا قويا لديه، حيث خرج إليهم وقد جرحت إصبعه وقال لهم إن هذه الإصبع جرحت لأنه حاول الدفاع عن أحد المسجونين المظلومين من قبل سجانه، وقال إن هذه الحادثة تؤكد معدن الإمام الذي لا يقبل الظلم بل انخرط بما يستطيع لتغييره. وتطرق ضمن هذه الكلمة التي كانت، كسابقاتها، على شكل مقابلة مع مسيرة الحفل عن انخراط الشباب في معركة طوفان الأقصى.
وتابع الحاضرون في الحفل كما المشاهدون عبر الشبكة، شريطا وثائقيا “من المهد إلى العهد” يحكي قصة متخيلة تحاكي واقعا ممكنا لمئات الشباب الذين التحقوا بالجماعة وشبوا فيها ونشؤوا على منهاجها. كما تابعوا شريطا وثائقيا آخر “كيف احتضن الإمام الشباب؟” لرجال ونساء يروون شهادات عن تجاربهم الشخصية في حضن الصحبة المباركة، كيف تعرفوا على الإمام ومشروعه، وكيف انتشلهم مما هم فيه من غفلة وأخذ بأيديهم إلى مدارج الترقي في مراتب الدين إسلاما وإيمانا وإحسانا.
وتميز هذا الحفل بإلقاءات شعرية مميزة لشعراء شباب منهم الشاعر الشاب الدكتور محمد الخواتري، والزجل للشابة كوثر بروحو، ووصلات فنية غنائية تتناول موضوع الذكرى وطوفان الأقصى لمجموعة الذكرى، ومن الفن الأمازيغي لمجموعة الأنوار التي أدت أغنية جديدة عن طوفان الأقصى، وفن الراب لشباب من مجموعة صدى رايم الذين أدوا قطعتين أولاهما عن معاناة أهل غزة جراء الحرب والثانية عن الأخلاق الفاضلة التي دعا الإمام رحمه الله الشباب إليها.
وعرض أيضا ضمن هذا الحفل فيديو عن مشاركة الشباب المغاربة في فعاليات دعم فلسطين، وبيَّن أنواع هذه المشاركة ومجالاتها المتعددة والمتنوعة من الشارع إلى الإعلام إلى الملاعب الرياضية إلى الجامعات وغيرها، وفضلا عن ذلك فقد قُدمت عروض تعبيرية ولوحات فنية بالمناسبة.
وفي هذا الحفل وجه شباب الجماعة رسالة إلى شباب فلسطين وشباب المقاومة، تلاها الطالب صابر إمدنين، وقد أكد فيها استمساكَ شباب الجماعة بحبل هذا الدين المتين وسعيَهم إلى نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته بما يخطونه من “معالم مضيئة في عالم مظلم لولادة متجددة تنتظرها الإنسانية”، وشدد على أننا في شباب الجماعة “لا نكف عن بث روح اليقين في قلوب هذه الأجيال الصاعدة من الشباب لينهض ويتلمس طرقه مهما ادلهمت من حوله الخطوب أو تشابكت أمام ناظريه سبل التيه ودعوات الهروب”، كما نبث الإيمان بوحدة المصير ونزرع الخطوات فتلا في حبل توحيد الأمة وتقوية مناعتها ضد دعاوى التفتيت وألوية التشتيت نهوضا يقظا بعد طول سبات، وحياة متجددة بعد مشك موات، يقول المتحدث.
وضمن مفاجآت هذا الحفل، كرمت جماعة العدل والإحسان الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في شخص رئيسها الأستاذ عبد الصمد فتحي، نظير الجهود المقدرة للهيئة في تنظيم مئات الأنشطة والفعاليات التضامنية والإسنادية للشعب الفلسطيني منذ انطلاق طوفان الأقصى، وعملها المميز في استنهاض المغاربة للدعم والنصرة والحضور الدائم في الاحتجاجات المنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني.