اعتبرت الناشطة الحقوقية البارزة خديجة الرياضي المجلس الوطني الخامس للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الذي انعقد أمس الأحد 23 فبراير 2025 في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، مناسبة للوقوف على سنة من عمل الجبهة التي “أصبحت تلعب دورا جد مهم سواء على المستوى المركزي أو في 29 فرعا المتواجد فيها مكونات الجبهة”، اتسمت “بحضور وطني متواصل وتحركات مستمرة لمناهضة التطبيع. فهذا اليوم مناسبة للوقوف على هذا العمل وتقييمه” توضح المتحدثة.
روح التعاون والمسؤولية والوحدة تظلل أشغال المجلس
وذكّرت بالسياق الخاص الذي انعقاد فيه المجلس، والمتمثل في “تزايد الاختراق الصهيوني في بلادنا وتزايد تغول النظام في مجال التطبيع”، خاصة تزامنه مع “حضور إحدى المجرمات الصهيونيات لبلادنا”، وحيت الجبهة في مراكش على تحركها المهم الذي قامت به في وجه هذا الاستفزاز المتمثل في حضور هاته الصهيونية.
وقد عرف المجلس الوطني الخامس للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أجواء من التعاون ومن الجدية ومن المسؤولية، يقول الأستاذ عبد الصمد فتحي نائب المنسق الوطني للجبهة، حيث ساهم كل أعضاء المجلس في إغناء الأوراق التي كانت معروضة على المجلس وما يرتبط كذلك بالتقرير الأدبي والبرنامج العام، إضافة إلى أوراق صادرة عن لجان: الإعلام والترافع القانوني والتطبيع التربوي. وسادت المجلس روح من التعاون والتأكيد على العمل المشترك وعلى المزيد من الجهود لإنجاح الجبهة؛ على اعتبار أنها مكسب لكل المناضلين والمناهضين للتطبيع، بل هي مكسب للمغاربة ولكل مساندي القضية الفلسطينية على مستوى العالم، يؤكد فتحي.
وثمنت الرياضي الكلمات التي شهدها افتتاح المجلس؛ حيث أكدت كل المكونات السياسية المشكلة للجبهة على الاستمرار في التعبئة والالتزام بتقوية صفوف الجبهة وتقوية النضال ضد التطبيع. وهو ما أكده الدكتور أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الذي عبر عن سعادته الكبيرة لحضوره أشغال المجلس ولما حملت مضامين الكلمات المتعاقبة باسم الهيئات السياسية المكونة للجبهة؛ “التي أكدت كلها على خطورة ما نحن بصدده في ما يخص الأشواط التي قطعها الاختراق الصهيوني على كل المستويات وفي كل القطاعات في بلادنا”.
المزيد من العطاء من أجل التصدي لمخططات التطبيع الخطيرة.. عزم مشترك
واعتبر فتحي أن انعقاد المجلس في هذا الوقت بالذات الذي يشكل منعطفا تاريخيا خاصة أمام التحديات التي تعرفها القضية الفلسطينية، والتي توازي النصر الكبير الذي حققته المقاومة بعد ما يزيد عن 15 شهرا من الصمود والثبات والتضحية والبذل.. “يفرض علينا مسؤوليات عظمى من أجل المزيد من العطاء، والمزيد من تطوير العمل، ومن الوقوف على جبهات متعددة تشكل قيمة مضافة في نصرة القضية الفلسطينية، كما تشكل قيمة مضافة في مناهضة التطبيع؛ الذي نريد أن يتم إسقاطه على المستوى الرسمي، كما نريد أن نقف سدا منيعا ضده على المستوى الشعبي”.
ولفت رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إلى أن هذه السنة اختتمت بعدد من التضحيات ومن المتابَعين المناضلين ضد التطبيع “الذين حوكموا بأحكام جائرة؛ نحييهم على صمودهم وعلى ثباتهم، ونقول إننا في حاجة إلى مزيد من الدعم لهذه الجبهة على المستوى المحلي، على مستوى التنسيقيات، على مستوى اللجان الوظيفية، حتى تضطلع الجبهة بمهامها الكبيرة” يضيف.
الدكتور ويحمان التقط من كلمة رئيس الجلسة الافتتاحية وعدد من المتدخلين لفظ “الحماية الصهيونية على المغرب”، وشدد أنهم “لم يبالغوا في ذلك أبدا، لأننا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع توقفنا عند هذه الحقائق، وهي أخطر حتى مما عبر عنه الإخوة”، ليعلن عن إطلاق المرصد فعالية تروم كشف تفاصيل الاختراق الصهيوني، و”سيفاجأ المغاربة بما سنقدمه موثقا، وهو خطير خطير خطير حتى ينقطع النفس”.
تشكيل هيئة نسائية تابعة للجبهة.. تأكيد على دور النساء في العمل النضالي
الرياضي وبعد أن أعلنت عن ميلاد هيئة نسائية جديدة تابعة للجبهة كشكل من أشكال تجديد النفَس، أطلق عليها اسم “مغربيات ضد التطبيع”، أرجعت أسباب ذلك إلى دور النساء الكبير “في النضال من أجل كل القضايا المصيرية للشعوب، فقد رأينا عبر التاريخ وعبر جغرافية العالم، كيف تكون النساء حاضرات وقويات في مختلف المجالات، وأيضا “لأن النساء لهن دور كبير في عملية المقاطعة بحكم دورهن في ضبط واستهلاك الأسر”. متمنية “أن يكون هذا المولود الجديد إضافة نوعية للجبهة”، ومستبشرة بأن “النساء سيساهمن في إنجاح هذه التجربة وتقوية صفوف الجبهة عبره”.