أكد فاعلون مناهضون للتطبيع خطورته على حاضر البلد بكل المستويات وعلى مستقبل ناشئته، لا سيما التلاميذ والطلبة في المدارس والجامعات، لافتين إلى أنه لم يعد تطبيعا بقدر ما هو “اختراق” يستدعي التفكير في خطوات جديدة لمناهضته، وذلك في تصريحات عقب نهاية أشغال المجلس الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع يوم أمس الأحد 23 فبراير 2025 بالرباط.
النويني: الجبهة ساهمت في كشف زيف المخطط الخطير للتطبيع
نوه الأستاذ محمد النويني، رئيس افضاء المغربي لحقوق الإنسان بالنقاش الذي كان مثمرا ومهما في اتجاه تقوية العمل الوحدوي للجهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وذلك في تصريح له عقب انتهاء أشغال المجلس الوطني الخامس للجبهة بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط.
عضو المجلس الوطني للجبهة، أكد أن هذه المؤسسة ساهمت في كشف وفضح زيف المخطط الخطير للتطبيع على مستويات عديدة تعليميا وسياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا أو فلاحيا… رافعا تحاياه لكل الأحرار الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني واصطفوا إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية.
وأشار النويني إلى أن هذه الدورة عرفت تقييما وتقويما لأداء الجبهة طيلة السنة الفارطة كما أنها من أجل استشراف المستقبل من خلال عرض مقترحات وخطوط عريضة في البرنامج السنوي، حرصا على تفعيل عمل الجبهة لمناهضة التطبيع وأيضا من أجل الوقوف على بعض نقط القوة وكيفية الحفاظ عليها وتقويتها.
وشدد المتحدث على أن الجبهة ومكوناتها ما زالت تشتغل في اتجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة بعد انتصاره ضد كل قوى الجور والظلم والشر التي توحدت ضده، محييا كل من ساهم في تفعيل أعمال هاته الجبهة وإنجاح كل مشاريعها التضامنية.
أسيدون: الجميع يتفق على أن الوضع أصبح اختراقا بدل التطبيع
من جانبه تحدث الأستاذ سيون أسيدون عضو السكريتارية الوطنية للجبهة، تحدث عن المجلس الوطني الخامس، باعتباره اجتماعا لرصد الحصيلة ورسم خطة عمل السنة المقبلة، مشددا على أن عمل الجبهة هو في منحاه التصاعدي منذ أول اجتماع تأسست فيه.
ونوه أسيدون في تصريحه عقب المجلس بـ “روح الوحدة” بين 19 مكونا من مكونات الجبهة رغم اختلاف توجهاتها الفكرية والسياسية والإديولوجية، موضحا أن هذه الوحدة هي “امتحان صعب” لكن الكل فرح للانتصار فيه والتغلب على الخلافات طيلة هذه السنوات الأربعة الماضية، لافتا إلا أن “الجميع يسعى من جانبه على هذا التقارب والالتحام، وهذا من المنجزات القليلة في البلدان العربية باستثناء مكونات المقاومة في فلسطين بمشاربها المختلفة”.
وأشار أسيدون إلى أن مفهوم مناهضة التطبيع، يتفق الجميع على أنه لم يعد تطبيعا وإنما أصبح اختراقا في مجالات عدة فضلا عن التحالف العسكري، وباعتبار ما وصل إليه الوضع فإنه أشبه بـ “الحماية”، التي فرضها الاستعمار حتى على السلطة في بداية القرن، في حين اليومي قول أسيدون إن السلطة هي التي ترتمي في أحضان المستعمر وتستدعيه وتمكن له في هذا البلد بما في ذلك تأسيس مصانعه…
واعتبر المتحدث أن فكرة المقاطعة هي مقاومة، وقال: “نحن لا نعتبر أنفسنا طرفا خارج فلسطين ونكتفي بالسند، وإنما ننخرط بقوة في هذه المعركة الكبرى من أجل التحرير والتي هي صمود ومقاومة من جانبنا جميعا لكي يتضح معنى هذا الدعم”.
وتحدث أسيدون عما قال عنه “الحظر العسكري” الذي دخل طور النقاش من قبل الجبهة من أجل تبنيه، مشددا على أنه لا يعقل للسفن الأمريكية التي تحمل العتاد العسكري إلى الكيان الصهيوني أن ترسو في الموانئ المغربية، وأكثر من ذلك يقول المتحدث، “هناك بيع وشراء للسلاح وصنع للسلاح الصهيوني أيضا في البلد”.
ذ. الجحري: نهنئ أنفسنا بنجاح المجلس الذي يتزامن مع أحداث مهمة
أما الأستاذ معاذ الجحري عضو السكريتارية الوطنية للجبهة، فقد لفت إلى موافقة التزامن بين المجلس الوطني مع حدثين مهمين أولهما انطلاق الموسم الدراسي لأبناء الشعب الفلسطيني بغزة، والثانية هي تشييع الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله الذي نال تأييدا أمميا كبيرا جدا.
ونوه المتحدث بكلمات ممثلي المكونات السياسية للجبهة، وقال إنها أكدت كلها أهمية الجبهة وأهمية عملها، مشيرا إلى المقترحات التي وردت في تطوير عمل لكن الأساس “هو صيانة هذه المؤسسة والنهوض بها، لأنها لعبت دورا مهما جدا ومن دونها لم يكن ممكنا أن نقدم كل ما قدمناه وقدمه الشعب المغربي للقضة الفلسطينية وفي صد التطبيع الزاحف في بلادنا”.
وبخصوص المجلس الوطني، أشار الجحري إلى أن أشغاله تميزت بمناقشة التقريرين الأدبي والمالي، وحظي برنامجها الطموح للسنة القادمة بمناقشة مهمة، كما ناقش المجلس بيانه العام الذي يصدر قريبا، مشيرا إلى أن اللجان الوظيفية نالت نصيبا من النقاش خاصة لجنة الإعلام ولجنة الترافع القانوني ولجنة مناهضة التطبيع التربوي التي بدأت عملها مبكرا ولها إطارها المرجعي وتعي أهدافها ووضعت برنامجا مفصلا منذ بداية السنة.
واعتبر أن لجنة مناهضة التطبيع التربوي خطت خطواتها وأنجزت عدة محطات هذا الموسم بمناسبة اليوم العالمي للمدرس وعقد عدة اجتماعات مع النقابات التعليمية، وتقدمت خطوات أيضا في مناهضة التطبيع والتضامن مع الشعب الفلسطيني في الوسط الجامعي وستواصل عملها وتنزيل برنامجها الذي وضعته في المناسبة المقبلة بدءا يوم الأرض الفلسطيني.
ولفت الجحري إلى أن الجبهة تولي اهتماما بالغا لعمل هذه اللجنة المرتبط بمناهضة التطبيع في الوسطين التعليمي والجامعي، لما له من خطورة لأنه يضرب في العقول وخاصة عقول الناشئة.