فتحي والغفري: ارتفاع وتيرة جرائم الإبادة الجماعية في غزة “لم تعد الكلمات تسعف في وصفها”

Cover Image for فتحي والغفري: ارتفاع وتيرة جرائم الإبادة الجماعية في غزة “لم تعد الكلمات تسعف في وصفها”
نشر بتاريخ

ترتفع وتيرة الجرائم المتواصلة لحرب الإبادة الجماعية البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة يوما بعد يوم، ولحظة بعد أخرى، حيث تنتشر الصور المقززة المزلزلة للمشاعر الإنسانية بحرق الأطفال والصحافيين وهم أحياء، وحرق المنازل والخيم بأهلها وقصف تجمعات المصلين والتجمعات السكنية بأشكال مقصودة في أوضاع غير مسبوقة في العصر الحديث.

وأكد الأستاذ عبد الصمد فتحي رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة على أن هذه الجرائم التي ترتكب هناك “لم تعد الكلمات تسعف في وصفها”، في حين أكد المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع الأستاذ محمد الغفري أن الواقع في الساحة الفلسطينية اليوم “هو إبادة جماعية حقيقية وبكل المقاييس” في حق الشعب الفلسطيني.

لم تعد المواقف العربية والإسلامية الخجولة مقبولة

وقالت حركة حماس في تصريح لها الأربعاء 09 أبريل 2025، إن هذه الجرائم الوحشية التي تُرتَكَب أمام سمع وبصر العالم ضد مدنيين أبرياء عزل، بهدف الإبادة والانتقام السّادي “لن تمضيَ بلا حساب، ولن تسقط بالتقادُم، وسيحاسب التاريخ كل من صمت عنها وتواطأ مع مجرمي الحرب الصهاينة على ارتكابها”.

وتابعت الحركة في تصريح صحافي نشر في موقعها تقول: “لم يعد مقبولاً أن تبقى المواقف العربية والإسلامية أسيرة التصريحات والإدانات الخجولة، في وقتٍ تتصاعد فيه آلة القتل الصهيونية بدمٍ بارد وتحت سمع وبصر العالم. كما لا يُعقل أن يُترك شعبنا الفلسطيني وحده في هذه المواجهة المصيرية، دون سندٍ حقيقي يرتقي إلى حجم التحدّي وحجم الجريمة”.

الهدف الصهيوني والإمبريالي هو “تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”

ولفت الغفري في تصريح خص به “بوابة العدل والإحسان” إلى أن الوحشية والدموية المهيمنة والمسيطرة على الصورة، وبمختلف أنواع السلاح، من صواريخ وقنابل وتجويع وضرب المستشفيات واغتيال المسعفين، الهدف منها هو ترهيب الغزاويين وترهيب الفلسطينيين من أجل تحقيق الهدف الصهيوني، وهدف الإمبريالية الغربية وهو “تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.

وشدد على أن فتح الكيان الصهيوني لعدة جبهات في الوقت نفسه، بالموازاة مع قصف أمريكا الإمبريالية لليمن والصهيونية للبنان وسوريا ومختلف المناطق الفلسطينية سواء في الضفة أو في غزة هو نوع من الترهيب والتخويف أيضا لمحور المقاومة، وهو نوع من استعراض القوة بشكل كبير لترهيبه وإخضاعه وثنيه عن عدم تقديم أي دعم ومساندة للمقاومة الفلسطينية.

الغفري في حديثه إلينا، قال إن ما تبقى هو “ضمير العالم”، وهم أحرار العالم الذين يخرجون في مختلف الساحات العالمية في القارات الخمس ويمارسون ضغطا مهما بالكوفية وبالعلم وبحناجرهم ضد هذه الوحشية والدموية الصهيونية، مشيرا إلى المسيرة المليونية للشعب المغربي الأحد الماضي 06 أبريل تأتي في هذا الاتجاه للضغط “بما أوتينا من قوة” لوقف المجازر.

الصهيونية تسعى لقتل روح الأمل والمقاومة وزرع بذور الاستسلام

عبد الصمد فتحي في حديثه إلينا وضح أن هذه الجرائم ببشاعتها وخطورتها “لا تقتصر في أهدافها على الشعب الفلسطيني نفسه، وإنما تمتد لتمس كل الشعوب الحرة، لأنها تسعى إلى قتل روح الأمل والمقاومة، وزرع بذور الهزيمة والاستسلام في النفوس، من خلال مشاهد القتل والدمار والتطبيع مع الإذلال، في محاولة لبث رسالة خبيثة مفادها أن لا جدوى من المواجهة، وأن العلو الصهيوني أمر واقع لا يُرد ولا يُدفع”.

غير أن الشعوب الحرة، يضيف نائب المنسق الوطني للجبهة “خبرت طريق التحرر، وتدرك أن هذه الجرائم ليست سوى أدوات نفسية لإخضاعها وكسر شوكتها، وأن الرد الحقيقي عليها هو مزيد من الوعي، ومزيد من الرفض، ومزيد من الإسناد والدعم، ومزيد من الإصرار على أن فلسطين ستظل عنوانا للنهوض لا للهزيمة، وبوابة للتحرر لا للتطبيع والانبطاح”.

وشدد على أن هذه بما تحمله من وحشية فاقت كل حدود العقل الإنساني، وتترجم ما يحمله العقل الصهيوني من حقد أعمى على الإنسانية جمعاء وعلى المسلمين، وعلى الإنسان الفلسطيني خاصة الذي استعصى على التركيع والاستسلام والخنوع، بصموده وتمسكه بحقه في أرضه وقضيته.

حركة المطبعين المغاربة تخدم اللوبي الصهيوني وتدين المقاومة

وأشار الغفري في حديثه إلى أن اللوبي الصهيوني سواء المتصهينين المرتزقة الذين يعملون في خدمة الإمبريالية والصهيونية، أو جزء من النظام المغرق في التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، تحرك في الساحة المغربية للتضييق على مناهضي التطبيع ومساندي الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة الوقوف عند الهجوم المتصهين لمنظمة تدعي أنها حقوقية وتعتبر أن المسيرات الداعمة للشعب الفلسطيني تؤثر على السياحة في غرابة تناقض المعطيات الرسمية للدولة المغربية التي تؤكد على أن السياحة وأرقام السياحة في المغرب تجاوزت المتوقع.

واعتبر المتحدث هذه التحركات تخدم المد الصهيوني في المغرب وتحمل المقاومة الفلسطينية وزر الإبادة التي تقع الآن في غزة. لافتا إلى أن اعتقال مواطنَيْن متضامنين مع الشعب الفلسطيني وهما سيقدمون في المحاكم وهما بن طيفور مصطفى وعمر حلابو، “يدخل أيضا في الهجوم على مناهضي التطبيع الصهيوني المغربي”.

وبينما أقر الغفري بوجود خلافات بين بعض مناهضي التطبيع حول “تفاصيل تبدو مهمة”، لكنه في المقابل شدد على أن هذا الوضع “يفترض أولا رص صفوف مناهضي التطبيع، ونبذ كل الخلافات والتوجه مجتمعين لمواجهة مرتزقة اللوبي الصهيوني في المغرب الذين يحاولون الآن الهجوم على التضامن وتجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني”

مسيرة المغاربة في الرباط وغيرها هو إدانة مباشرة للولايات المتحدة والمنتظم الدولي

واسترسل فتحي موضحا أن جرائم التقتيل والإبادة التي شملت الصحفيين والأطباء والدفاع المدني “لم تُبقِ حرمة لأي شخصية فلسطينية تسير على أرض فلسطين، ولم تبق حرمة لأي بقعة في أرض فلسطين إلا وانتهكتها وداستها”، مؤكدا أن خروج المغاربة في مسيرة الرباط وفي غيرها من الوقفات والمظاهرات وكل أحرار العالم هو إدانة مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية والمنتظم الدولي على صمته بل على مشاركته وتأييده لهذه الجرائم بالتهجير القصري والإبادة الجماعية”.

وأشار إلى أن المغاربة دعوا إلى إسقاط التطبيع المشؤوم منذ يوم الإعلان عنه لأنه لا يعبر عن رأيهم ولا يتجاوب مع نبضهم، وهذا المطلب يتأكد بعد هذه الجرائم النكراء التي ترتكب وبعد هذه الدماء التي سالت والتي تجاوزت 50 ألف شهيد ناهيك عن المفقودين والجرحى والأسرى الذين يعذبون في سجون الاحتلال.

ونوه المتحدث بكل المغاربة الذين رفعوا رأس المغرب ورأس المغاربة في دفاعهم عن القضية الفلسطينية وفي تضامنهم مع إخوانهم في فلسطين في مواقعهم الحساسة وآخرهم المهندسة، البطلة المغربية التي وقفت وأدانت مشاركة شركة ميكروسوفت بالذكاء الاصطناعي في إبادة الشعب الفلسطيني.