في ذكراه ذكر..
الصالح المصلح سيدي محمد العلوي السليماني
في ذكراه نتذكر معاني الشوق الى الكريم تعالى في دثار الذكر والإقبال الكلي على الله تعالى مع تمام خدمة الناس والحرص على تحقيق العدل لهم.
ونحن نعيش الذكرى الثالثة عشرة لوفاة هذا الرجل الصالح المصلح تحضر معاني جبر الخواطر وتطييب النفوس وكم كان يطيب لنا أن نسمع منه رحمه الله تعالى.”سير الله يرضى عليك” وهو يرتب على الكتف ويأخذ بالأحضان.
حكى لي أخ من الذين زاروه أنه كان يتحين الفرصة تلو الفرصة ليأخذ بركة هذا الدعاء.
فقلت له: حتى أنت كنت تفعلها وقد سمعت من كثير من الأحباب أنه كان يفعل هذه الفعلة. ونعم العمل.
كان لدعائه وقع على القلوب والنظرة إليه تشفي ولكلامه بلسم. أما دمعته فماؤها من الآخرة؛ صفاء تام.
من جالسه يحس بجلالة الأولياء وهيبة الصالحين فينغمس الجالس في نفسه مستغفرا الله تعالى تائبا إليه، وأفق روحه أن يسكب الكريم في قلبه شراب الإرادة إلى الله وطعم الشوق الي الحنان المنان تعالى.
محمدي: السنة النبوية يعشقها ويدل عليها ويوصي بالتفاني في محبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتباعه والسير على وراث سره والسائرين على هديه وسيرته.
علوي: ذا همة َوإرادة عالية يراها القاصي والداني؛ من السابقين إلى الخير، السباقين إلى صلة الأرحام، وإلى الصفوف الأولى في المساجد، ومن المتقدمين في حضور مجالس الخير والإيمان.
سليماني: فما أثر الركون إلى مجالس الذكر والانتشاء ببحبوحة الرباطات والاكتفاء بروحانيات أنفاس الصالحين… بل كان على هدى الأنبياء التام ومنه الجهاد في سبيل الله تعالى بشروط العصر.
صولاته في إحقاق الحق وإزهاق الباطل والوقوف في وجه الظالمين فنموذج وأي نموذج.
وقد نال نصيبه من الأذى والسجن.
المربي المجاهد سيدي محمد العلوي السليماني نتاج تربية.
رحم الله الإمام المجدد عبد السلام ياسين وكل المؤمنين والمؤمنات الذين سبقونا إلى الدار الآخرة.
رحمه الله تعالى بما بذل في بناء الجماعة والذود عن حياضها وتربية رجالها ونسائها حتى ترك بعده جماعة حية تسير إلى الله تعالى وهي تبني مع الصادقين الشرفاء مشروع مجتمع العمران الأخوي.
ما أحوج الأمة إلى مثل هؤلاء العلماء الدعاة الربانيين المجاهدين، وقد كان سيدي محمد العلوي السليماني واحدا منهم.