بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني أخواتي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت العادة في مثل هذه اللقاءات, أن يقال أنها تنعقد في ظروف خاصة, محلية كانت أم دولية,ولاشك أن هذا الأمر ينطبق على هذه الدورة من هذا المجلس بشكل أوضح هذه السنة, فقد شاء الله عز وجل أن يجري قدره في هذا الكون على الوجه الذي نراه ونسمعه, نسأل الله أن يحفظ الأمة الإسلامية من كل مكروه. ونحن
أيها المؤمنون وأيتها المؤِمنات في جماعتنا هذه لا نغير قناعاتنا ومبادئنا بتغير الأحداث ومستجداتها, وإن كنا نتفاعل معها ونصانع الظروف بما يلهمنا الله سبحانه وتعالى من حكمة وتوفيق عودنا إياه المولى عز وجل منذ أن أذن الله سبحانه وتعالى في ظهور هذه الدعوة, ولا غرابة في ذلك ونحن نتفيئ ظلال صحبة مباركة ميمونة إن شاء الله عز وجل, تعلمنا من خلالها أن جذورنا ضاربة في الزمن, موصولة بالهدي النبوي, جاعلين نصب أعيننا نموذج الصحابة الكرام مثالا يحتدى إن شاء الله عز وجل, تقربا إليه وجهادا في سبيله ومحبة وتوقيرا وتعظيما لسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إخواني أخواتي: إذا كانت التحديات كبيرة, والمهمات جسيمة, فإنها في حقكم أكبر, والمسؤوليات أمامكم أكثر جسامة, وما ذاك إلا للواقع الذي تصانعونه، ولطبيعة الناس الذين أنتم مدعوون لمخالطتهم و”لأن تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من أن تعتزلهم”, ولهذا الأمر ولله الحمد همة رجال ونساء, عهدنا فيهم كل خير, كيف لا والأستاذ المرشد حفظه الله ما فتئ يوصي الإخوة والأخوات خاصة الذين يتصدون للشأن السياسي, يوصيهم ويحثهم على لزوم مجالس الخير، والتزود بالتقوى, حتى يجتمع لنا ولكم بفضل الكريم الوهاب, خيرا الدنيا والآخرة, جهاد دائب متواصل لنصرة دينه عز وجل وخدمة أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم الشوق الدائم لله عز وجل وللقائه, والاجتماع بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في دار البقاء, نسأل الله عز وجل أن يزرع في قلوبنا الشوق إليه, وتوفيق الإقبال عليه, وأن يجعلنا من عباده الأخيار, وأن ينعم علينا بما أنعم به على أوليائه وأحبابه.
وأخيرا لا يفوتنا جميعا أن نحمد الله عز وجل بما من به علينا برجوع الأمين العام الأخ الكريم الأستاذ عبد الواحد المتوكل, سالما غانما معافى والحمد لله, ولاشك أننا أدركنا جميعا مكانته بيننا ودوره فينا, خاصة بعدما افتقدناه سنة كاملة, نسأل الله عز وجل أن لا تمنعنا معاشرة الرجال من حسن التأدب معهم وتقديرهم القدر الواجب علينا اتجاههم, سائلين المولى عز وجل أن يوفق إخواننا وأخواتنا في مساعيهم, وأن يجعلنا جميعا من الموفقين في الأقوال والأفعال وأن يرحم إخواننا وأخواتنا الذين سبقونا إلى الدار الآخرة خاصة منهم أختنا السعدية قاصد وأخانا محمد لعلو وباقي الإخوة والأخوات كما لا ننسى أيضا إخواننا المرابطين بسجن فاس سائلين لهم المولى عز وجل الثبات ولكافة المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجلس الإرشاد
سلا : 03 ذو القعدة 1424هـ /27 دجنبر 2003م