قبل رمضان يجتهد المقبل على الصيام على الإعداد والاستعداد له، وتكثر النصائح والتوجيهات ويصبح أكثر الناس أطباء وخبراء تغذية،
انتبه لزيادة الوزن افعل كذا ولا تفعل كذا، هذه الأنواع من الأطعمة صحية والأخرى خطيرة ومضرة، أكثر من الحركة وانتفع بمزايا الرياضة.
ثم يوصونك بوزن نفسك قبل رمضان ثم بعده لتعرف هل استفدت من تلك النصائح أم لا.
هذا جيد وخصوصا إن كان الناصحون خبراء ومن ذوي التخصص والتجربة.
لكن هل انتبهت لنصائح وتوجيهات الخبراء والمتخصصين في تربية وتزكية القلوب وهم يتحدثون عن ضرورة معرفة وزنك عند الله قبل رمضان كي تعرف مقامك عنده بعد رمضان؟
فعلت أو لم تفعل، اجلس جلسة صفاء مع نفسك. وبعدها ضع ميزانا لأعمالك وأقوالك وأفعالك وابدا بوزنها.
حين تنتهي ستعرف كم وزنك.
إن كنت محسنا فزد في إحسانك واسال مثبت القلوب أن يثبتك على دينه ويزيدك من فضله وتذكر قوله تعالى: الذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون سورة المومنون الآية 60
فالمومنون ليقينهم برجوعهم إلى المولى عز وجل يكونون وجلين خائفين ألا تقبل أعمالهم.
أما إن كنت مسيئا، فاحزن و ابك على نفسك، لمها على تقصيرها ولكن أعلمها في الأخير أنه لم يفت الأوان.
جدد النية فورا واجعلها خالصة لوجه الله وابحث عن صحبة تعينك على اختيار برنامج تقوى عليه. وأشرك فيه من حولك، ومن تحب لتنال أجر الدال على الخير حيث يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “الدال على الخير كفاعله” وأيضا ليكونوا لك سندا على أدائه.
قم وصل ركعتي توبة واستغفر الله وضع برنامجك حيز التنفيذ وحاسب نفسك عليه كل يوم. واعلم أن حزنك على تقصيرك خير ممن أدى جل الطاعات وهو معجب بنفسه، يتعالى على الناس بذلك وهو ما يدري أقبل أم أحبط. وحتى وإن قبلت طاعاته فهو لا يدرك أنها فضل من الله وتكرم منه جل وعلا، الحمد والشكر تستوجب.
ولا بأس أن تضع وصية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم” نصب عينيك لتعينك على التذكر.
وبعد رمضان زن نفسك من جديد لتعرف أين وصلت في طريق سيرك إلى الله عز وجل وكم وزنك عنده.