الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على فريضة الحج خامس أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، اللهم لك الحمد على تواتر أنعامك، ولك الحمد على ترادف امتنانك، ولك الحمد على تتابع جودك وإحسانك.
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. عبارة تلبية لنداء الله عز وجل على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى: وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج، 27].
لما أذن سيدنا إبراهيم عليه السلام استجاب كل من سمع النداء من مؤمن ومؤمنة على وجه الارض، ومن فى أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قال العبد لبيك اللهم لبيك أجابه الله تعالى بلبيك وسعديك أسمع كلامك وأنظر إليك” اللهم لاتحرمنا النظر الى وجهك الكريم.
لبيك اللهم لبيك، ربي أنعمت علينا بحج بيتك المحرم الذي جعلته مثابة للناس وأمنا، طفنا ببيتك اشتياقا لرؤيتك، وسعينا خوفا من زوال نعمتك، وفجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وسوء قضاءك.
مكبرين ومهللين، موحدين ومخلصين، حامدين شاكرين لأنعمك، باذلين في طاعتك، صابرين محتسبين، متضرعين واقفين ببابك، عسى أن تنظر إلينا بعين رحمتك ومغفرتك.
اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وعملا مقبولا، والحج المبرور جزاؤه الجنة اللهم أدخلنا الجنة بغير حساب آمين
قبلنا حجرا ورجمنا حجرا طاعة لله وإتباعا لسنة نبيه عليه أفضل وأزكى السلام, وتوجنا حجنا بطواف إفاضة بقلوب ضارعة، وبعيون دامعة، معلنين توبتنا مع المسلمين من فتنة الإسلام الراكد، والإيمان الخلق، لإيمان متجدد فاعل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة: “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق ولم يجهل عاد كيوم ولدته أمه”.
كان آخر عمل من أعمال الحج طواف الوداع مودعين الكعبة، لارب الكعبة، زادها الله تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وبرا، آملين أن لا يجعل الله هذا الطواف آخر عهدنا ببيته المحرم.
فاز ورب الكعبة من منع نفسه من الحرام في الشهر الحرام، فليمنعها فيما بعده من الشهور والأعوام فإن إله الشهور واحد، وهو على الزمان مطلع وشاهد.
من مقاصد الحج ان يوقظ فينا الهمم والعزائم لحمل هم أنفسنا وهم أمتنا لنترجمه أعمالا إيجابية، وسلوكا رحيما رفيقا من أجل إحياء هذه الأمة من جديد.
يا من تكرم عليه الحنان المنان ذو الجلال والإكرام بحج مبرور وسعي مشكور، أين مقلتك الباكية، ودمعتك الجارية، وأين زفرتك الرائحة الغادية، لأي يوم أخرت توبتك، ولأي عام ادخرت عدتك، إلى عام قابل، أو حول حائل، كلا فما لك مدة الأعمار، ولا معرفة الأقدار.
يا من تعلق قلبه ببيت الله الحرام، وازدادت أشواقه لزيارة خير الأنام، ولم يكتب له أن يصل الى بيت الله الحرام، فلتقصد رب البيت فإنه قريب مجيب، بل أقرب إليك من حبل الوريد. وليست العبرة بمن سبق ولكن بمن صدق اللهم اجعلنا من الصادقين
اللهم ارحم خضوعنا، واجبر قلوبنا، واستر عيوبنا، واغفر ذنوبنا، وأقر فى القيامة عيوننا، بالنظر إلى وجهك الكريم ولا تصرفه عنا، واجعل عملنا مقبولا وحجنا مبرورا وسعينا مشكورا وحظنا من هذا الشهر موفورا آمين.