لكي لا أنسى…تذكرت

Cover Image for لكي لا أنسى…تذكرت
نشر بتاريخ

…ولم تنفك خلايا هذا العقل تنكب على الدراسة والإبداع عفوا إنه ليس إبداعا تكنولوجيا ينفع البلاد والعباد بل إبداع وسائل جديدة لحصار كل كلمة حرة تأبى ان تأخذ مكانها في القاموس المخزني. حصار بيوت، حصارشواطئ، حصار مواقع الكترونية ، حصار وحصار…وكان الحصار لغة فرعونية سائرة معدية وإن اختلفت الأزمان وتعددت الأشكال. لك الله يا وطني المحاصر. في هذا الربيع النبوي وحق له أن يكون ربيعا ورياضا منورا بيوم أراد الله عزوجل بمنه وإحسانه أن يولد نوره ورحمته المهداة الى أهل الأرض صلوات الله وسلامه عليه ليخرج النفس من معاني الاستعباد والبؤس والهم الى معاني الخير والجمال والسلام بدعوة رحيمة رفيقة ، ولأن الكلمات تتشابه والهدف والجوهر واحد تذكرت…تذكرت حصار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في شعب أبي طالب، ثلاث سنوات من الحصار والتجويع كانت تريد بذلك ان تطفئ نور الله فيأبى الله جل جلاله إلا أن يتم نوره ويحق الحق ويبطل الباطل، فكان بعد ما أصاب المسلمين من ظمأ ومخمصة فتح ونصر بالهجرتين، هجرة إلى الحبشة والهجرة الكبرى.

وتذكرت… تذكرت- أستغفر الله بل ذكرت ولله الفضل من قبل ومن بعد- حصار غزة الأبية وتجويع أهلها وقتل أطفالها ونسائها بأبشع وحشية في التاريخ بسلاح قالوا أبيضا ما إن يلتقي بكل ما حوله من جسد أو شجر أو حجر إلا أرداه أسودا محروقا. فكان نصر من الله عز وجل على يد رجال أعطوا نموذجا لحب الموت في سبيل الله.

ونعود إلى مغربنا الحبيب حيث لغة الحصار هنا هي المسيطرة على المشهد فهل هذا أقصى ما حصدت حويصلة هذا العقل المصاب بداء القمع ومصادرة الحريات من دروس غزة والتاريخ؟ لكن لا غرابة فكل يحصد على شاكلته وكل ميسر لما خلق له.

فهل يستجيب عقل تفرعن لنداء الفطرة فيتحول السيف المسلط على رقاب العباد إلى أداة ووسيلة دفاع وعبودية.

فهل من مراهنة لحفظ ماء الوجه داخليا وخارجيا؟ هل من مراهنة لأمل في سبيل بناء وطننا، بناء أمتنا، بناء ذاتنا، بناء دنيانا لآخرتنا؟.