لا يشك محب أن حبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه هو الباب الأعظم ومفتاح الدخول الأقرب على حضرة ربنا الحبيب، هو النبي المجتبى، الحبيب المصطفى، الشفيع المشفع، الزكي المرتضى صلى الله عليه وسلم.
لماذا نحبه؟
نحبه لأن الله عز وجل يحبه. نحبه لأن الله اختصه بالنيابة عنه فقال في محكم تنزيله: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ (الفتح، 10). نحبه لأن الله المعطي وهو القاسم. نحبه ونكثر الصلاة عليه ونتخذ صلواتنا تلك ميثاقا روحيا بيننا وبينه، كلما صليت بواحدة إلا ووصلت إلى جنابه الشريف محمولة بحبك وأشواقك فيعرفها منك، ثم تكون عنده رصيدا من النور يقربك من مجلسه يوم القيامة. كيف لا نحبه والله عز وجل قرن اسمه باسمه (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
نحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله عز وجل وعده أنه لن يسوءه في أمته، فكيف يسوؤه فيمن يحبه؟ وكيف إذا أحبك سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه؟ أتظن الله يكسر قلب حبيبه إن كنا في قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
كلا والله؛ إن الله جل جلاله يراضي حبيبه فينا، فافهم قدر جاه سيدنا محمد عند ربنا عز وجل وابحث لنفسك مكانا في قلبه الشريف، صلوات ربي وسلامه عليه.
لماذا نحب سيدنا رسول الله؟
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (آل عمران، 31).
فالاتباع دليل محبة يقتفي فيه المحب أثر المحبوب حبا فيه وتمسكا به وشوقا إليه وشوقا إلى كل الأعمال التي يقوم بها، كلما ذكر منه عملا قلده وكأنه بذلك يستدعيه بين يديه، وكما يقال “إن المحب لمن يحب مطيع”.
الاتباع محبة وشوق واستحضار لكل التفاصيل الصغيرة عند سيدنا رسول الله ﷺ، واستحضار للتفاصيل القولية أيضا.
فكيف نستحضره؟
نستحضره بالحديث معه كما تتحدث إلى إنسان قريب، وهذا مع التجربة يولد روحانية خاصة ومحبة قوية في تعاملك مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث لك أن تتخيل أحواله في بيته وفي غزواته وفي جولاته بالمدينة المنورة، في طوافه وسجوده وركوعه. نستحضره وهو يتنقل من صحابي إلى صحابي، وهو يدخل على زوجاته الحبيبات، وهو يجالس الصغير، ويحدث الكبير، في معاملته لخلق الله، في حلمه على الكثير ممن استفز حمية أصحابه لكنه بلطفه صلوات ربي وسلامه عليه وبما أكده القرآن الكريم وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران، 159) تجده قد أسر القلوب وسلمها بكامل الحب إلى حضرة الله عز وجل حتى رأيتهم يضحون في سبيله بالغالي والنفيس.
نحبه ونكثر الصلاة عليه لأن الصلاة نور وبرهان وضياء وفرح وسرور وقرب. ولأنه حبيبنا يكفيه منك لحظة صدق حتى يقربك فيجود عليك بنظرة حبه.
حبيبي ﷺ لا يجافي أحدا.
حبيبي ﷺ لا ينسى أحدا.
حبيبي ﷺ شفيع بالمذنبين، فكيف بالمحبين.
صلوات ربي وسلامه عليه.
نصلي عليه ونحبه لأنه رسول الله وكفى.
اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد.