ما أسعد الدنيا بك يا رسول الله!

Cover Image for ما  أسعد الدنيا بك يا رسول الله!
نشر بتاريخ

ما أسعد أمينة أم الحبيب صلى الله عليه وسلم وهي تربت على الجنين الغالي! لم تبق إلا ساعات قليلة قبل أن تهدي للعالمين خير رضيع وضعته أم منذ أن خلق الله عز وجل الدنيا، وكلها شوق إلى رؤية هذا المولود الذي تيقنت من علو شأنه لكثرة ما توالت عليها المبشرات منذ أن حملت به.

ما أسعد الكعبة وهي تترقب مولد خير الأنام! لقد ضاقت ذرعا بهذه الأصنام التي تدنس بيت الله الحرام! وهي تستنجد برسول الله كي تتنسم عبير الإسلام، ملة بانيها أبينا إبراهيم عليه السلام.

ما أسعد مكة وشعابها وهي تتهيأ لاستقبال خير خلق الله! وستحكي عما قريب دروبها وأحياءها ونواديها قصصا رائعة عن صدقه وأمانته وسمو أخلاقه، قصص سمعتها أشرف نساء قريش ففضلته عن كل الرجال شريكا في تجارتها ثم في حياتها.

ما أسعد أمنا خديجة رضي الله عنها وهي تشهد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم! صدقت وآمنت وساندت… ونالت بذلك أجر الأولين السابقين عند الله عز وجل، والمكانة العظيمة في قلب الزوج الرسول صلى الله عليه وسلم.

ما أسعد سيدنا الأرقم ابن أبي الأرقم رضي الله عنه وهو يفتح داره ليعم نور هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها! لم يمنعه من ذلك بأس قريش ولا بطش صناديدها، ففضله على أمة الإسلام خالد إلى يوم القيامة.

ما أسعد المدينة المنورة بقدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم! وقد حقن هذا الدين دماء أبنائها من أوس وخزرج، وآخى بين أنصارها ومهاجريها، فعاشت أرضها وسماؤها وأشجارها وكل كائناتها أزهى وأبهج أيامها، والحبيب صلى الله عليه وسلم يمشي فوقها… يستظل بها… يلمسها… ينظرها ويرويها برحمته.

ما أسعد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وهم يتشربون الإيمان من المعين الصافي آناء الليل وأطراف النهار! حتى أصبح اليقين يسري في عروقهم، فرقت قلوبهم وحسنت أخلاقهم، وبذلوا الغالي والنفيس نصرة لهذا الدين.

ما أسعد من أحبك وأطاعك واتبعك يا رسول الله! طابت حياته وطاب مماته وحلت له شفاعتك، وصار من إخوانك الذين آمنوا بك ولم يروك، فوددت لو أنك رأيتهم…

فطوبى لمن اشتاق إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم!