خلق الله عز وجل البشر غير مكتملين، لذا لن يكون هناك كمال في العلاقة الزوجية، ولكن من الممكن أن تصل إلى أقصى ما يمكنها بالسعي المشترك لهذا الكمال، فالزوجة والزوج يكملان بعضهما البعض.
وبفهم طبيعة هذه العلاقة والتياسر والتفاضل والرحمة بين الزوجين يستطيعان إنجاحها. فأما الزوجة فعليها أن تعرف كيف تداري زوجها في أحواله المختلفة؛ نفسيا وماديا، وعليها أن تتحلى بالكلمة الطيبة، والتعامل الجميل، دون أن تهمل بيتها ولا نفسها. وأما الزوج فعليه أن يفهم أن المرأة بطبيعتها تمر بأوقات عصيبة في حياتها، لذلك عليه أن يتفهمها ويحس بها، ويحسن إليها قولا وفعلا، وعليه أن يعلم بأن الله جعلها له سكنا وأُنسا ونعمة، وهو ما يستوجب إكرامها والرفق بها ورحمتها.
ومعلوم أن الحب يسمو ويتطور من الخطوبة إلى عقد القران إلى الزفاف، لكنه بعد مرور السنوات وتعدد المسؤوليات وظهور المشاكل التي لا تنفك عن الحياة قد يخبو وتنطفئ شمعته، خصوصا إذا لم يتعامل الزوجان مع هاته المشاكل بطريقة سليمة.
لقد وضع الشرع قواعد وضوابط إن تمثلها الزوجان فإنهما يستطيعان تجنيب علاقتهما المصاعب والمشاكل التي قد يواجهانها، أليس يبلى الإيمان في القلب ويتجدد بلا إله إلا الله، فكيف بالحب؟؟
على المرأة والرجل أن يعرفا أن دوام الحال من المحال، ويبحثا باستمرار عن الوسائل والطرق التي يجددان بها هذا الحب، وأن يتعلما نقاش مشاكلهما دون أن يجرح أحدهما الآخر، أو يلجأ للشكوى لطرف ثالث قد يزيد الوضع تأزما، فلئن اعترض علاقتهما داء فعليهما أن يكونا الدواء لبعضهما.
ولعل مما يرطب الحياة، مع كثرة الضغوطات النفسية والمادية بسبب صعوبة الحياة الحالية، الحفاظ على
الروح الفكاهية بين الزوجين، واستصغار المشاكل مهما بدت كبيرة، كي يستطيعا التغلب عليها.
ولتكن قدوة الزوجين، رجلا وامرأة، سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم مع نسائه رضي الله عنهن، يرجعان إليها في الرخاء والشدة، فيتمثلانها نية وقولا وفعلا، مكثرين من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بتثبيت قلبيهما على حب بعضهما، والتعاون على أمور الدين والدنيا، والصبر على ملمات الحياة، والاجتهاد في إرضاء الطرف الآخر، والمعاملة بالتفاضل والإحسان خوفا من الله سبحانه وتعالى ورجاء في مثوبته، تطلعا لحياة طيبة ممتدة إلى الآخرة.