سألني صديقي عن سبب حسمي في المشاركة في مسيرة يوم الأحد 6 أكتوبر في الرباط، متسائلا عن الدواعي، فأجبته بما عنَّ لي حينها قائلا:
1- أشارك في المسيرة استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، والتي أعتبر نداءها بدوره استجابة لنداء المقاومة في جعل أيام 4 إلى 7 أكتوبر أيام تضامن عالمي مع غزة ولبنان.
2- أشارك في المسيرة بذلا لجهد المقل في نصرة شعب فلسطين الذي لا يريد كيان روح الشر تهجيره عن أرضه فقط، بل يسعى إلى اقتلاعه من الحياة في حرب إبادة يومية ارتقى بسببها آلاف الشهداء.
3- أشارك في المسيرة باعتبار شعاراتها قول حق وإدانة شعبية لأنظمة عربية تصطف فعليا في صف العدو، وفعلها تجاوز التطبيع بمراحل، وتحول إلى تحالف عسكري وأنى لهم، بل تحول الحكام فيها إلى بيادق في رقعة شطرنج لا يعلمون استراتيجيتها.
4- أشارك في المسيرة باعتبارها انحيازا لشعبينا في فلسطين ولبنان، وتأكيدا أن كل الخلافات العقدية والفقهية بين مكونات الأمة ليس هذا أوانها، وأن المقاومة بكل مكوناتها تجعل خلافاتها داخلها، ولكنها تتحرك جبهة موحدة في ساحة المعركة، وأن كل من ينفخ في رماد الطائفية إما يُوظَّف عن حسن نية أو سوئها، أو يستجيب لأحقاده التاريخية، أو يسيطر عليه الغباء الذي لا دواء معه.
5- أشارك في المسيرة استثارة لكل الضمائر الحية في كل ربوع العالم أن يجعلوا مظلومية فلسطين قضيتهم، ومن خلال المسيرة أحيي كل الفعاليات الرائعة التي قام بها شباب الجامعات في أوربا وامريكا، والذين من خلالهم نؤكد أننا لسنا ضد الغرب ولا معه، وإنما نحن مع قيم العدالة والحرية وكرامة الشعوب، والحكومات الغربية هي أبعد ما يكون اليوم عن هذه القيم.
6- أشارك في المسيرة إعلانا عن انحيازي لاختيار المقاومة في تحرير الأرض من محتليها، وفي تحرير الإنسان من اعتقاد أننا في واقع لا يكون فيه إلا ما تريد أمريكا وكيانها المدلل روح الشر، وإنما نحن أهل إيمان يعتقدون بيقين أن القدر بيد الله، وأن من رحِمِ شرّ القدر يولد الخيرُ كما يُخرِج الله الحيَّ من الميت، فِعْلُ ربّ قوي جبار.
7- أشارك في المسيرة لأنها من اللحظات الجميلة التي تجتمع فيها مختلف المكونات المغربية من كل مشاربها الفكرية، والسياسية، والاجتماعية… لتقول بلسان واحد: كل الشعب المغربي مع فلسطين ولبنان. ومن قال غير ذلك فإنما هو من تقيحات مرض مرحلة لن تدوم ولن تطول.
8- أشارك في المسيرة ليحصل لي شرف الانتساب في الدفاع عن مظلومية قضية فلسطين، فهي عنوان للإنسانية. ثم، هل هناك ما هو أسمى من أن تُنسب أنك من أنصار مسرى سيد المرسلين، والقبلة الأولى للمسلمين، وثالث الحرمين! وإنما يحوز الشرف من يسر الله تعالى له سبُلَه.
نصرَ القويُّ جندَه.