مسيرة حاشدة بطنجة ووقفة شعبية بتمارة.. الشعب المغربي يسائل “العالم المحتفل” عن غزة التي تباد

Cover Image for مسيرة حاشدة بطنجة ووقفة شعبية بتمارة.. الشعب المغربي يسائل “العالم المحتفل” عن غزة التي تباد
نشر بتاريخ

أبى الشعب المغربي إلا أن يذكر العالم، وهو يحتفي هذه الليلة الثلاثاء 31 دجنبر 2024 بتوديع سنة واستقبال أخرى، بأن بشرا يبادون منذ عام ونيف على قطعة أرض اسمها غزة، وأن أطفالا ونساء وشبابا ورجالا يقتلون يوميا ويموت رضعهم وصغارهم بشدة البرد والجوع والقصف، فقط لأن كيان محتلا أراد ذلك، وفقط لأن هذا العالم بمؤسساته يواصل الفرجة ويقبل بهذه الإبادة الجماعية التي تدين الجميع متواطئين وصامتين.

فقد أبت كل من مدينة طنجة العالية وتمارة المجاورة للعاصمة إلا أن تحمل رسالة المغاربة إلى الفلسطينيين أولا أنهم معهم ولن يتخلوا عنهم وعن عدالة قضيتهم، وإلى الدولة المغربية أن أوقفي التطبيع الساقط مع الكيان السفاح، وإلى المنتظم الدولي أن كفى من السقوط المستمر عن درجة الإنسانية.

وهكذا، شكلت ليلة رأس السنة الميلادية بطنجة مناسبة لإيقاظ الغافلين، وتذكيرهم بالمجازر التي ترتكب ليلا ونهارا أمام الشاشات على شعب في غزة لا يكاد يملك إلا خياما لا تقيه برودة الجو ولا تمنعه بلل المطر!
وفي هذا السياق نظم فرع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وقفة شعبية سرعان ما تحولت إلى تظاهرة حاشدة.


فبعد صلاة العشاء بمسجد محمد الخامس، وقف المحتجون بضع دقائق أمام ساحة المسجد يرددون شعارات تساند القضية الفلسطينية وتندد بالتقتيل الممنهج المدعوم بتطبيع عربي مذل ومخجل لا يخدم القضية بل تستخدم له القضية، ولا يمثل رأي الشعب وتوجهه العام بحال.
وماهي إلا لحظات حتى انطلقت مسيرة ضخمة، توزعت خلالها الأعلام الفلسطينية والسورية واللافتات والملصقات والأشكال التي تعبر عن موقف الجماهير ودعمها اللامشروط للقضية العادلة.
وطالب المشاركون باستمرار مقاطعة البضائع الصهيونية وإسقاط التطبيع وإطلاق سراح المعتقلين الذين عبروا عن موقفهم الصريح من التطبيع، والتنديد بمواقف الحكومات العربية المتخاذلة.


وفي مسار عج بالمارة ورواد المقاهي، أبى المشاركون إلا المرور عبر رأس المصلى فشارع المكسيك، وزنقة المتنبي وصولا إلى مطعم ماكدونادز مدام بورط، حيث رددوا بقوة شعارات تدعو إلى المقاطعة، ولم تنس الجموع التذكير بمأساة الدكتور أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الذي تعرض للاختطاف، ودعت إلى الإفراج عنه. ليواصل المتظاهرون طريقهم نحو شارع باستور ثم شارع محمد الخامس نحو ساحة الأمم في حشد لم تشهده المدينة منذ عدة أشهر.


وعند ساحة الأمم وقفت حشود المشاركين في صفين على حافتي الطريق حيث رددوا شعارات حول القضية والحرية والعدالة ورفض التطبيع، ليأخذ الكلمة عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة الأستاذ هشام عدي، الذي استنكر استمرار التطبيع وسكوت المنتظم الدولي على ما يقع في غزة من انتهاكات خاصة ما تعلق أخيرا بإحراق مستشفى كمال عدوان، حيث طالب المنظمات الدولية بالقيام بدورها في اتخاذ قرارات قوية لإيقاف النزيف وتفعيل قرارات الجنائية الدولية بإلقاء القبض على مجرم الحرب نتنياهو. وبعد أن جدد شكره لصمود رجال ونساء طنجة لصمود إخوانهم وأخواتهم في غزة، عبر عن تضامن سكان المدينة مع الثورة السورية التي تحررت من نير الاستبداد.


وبعد الدعاء بالنصر والتمكين للمجاهدين وضرب الظالمين، دعا أحد المشاركين الله عز وجل أن يمن على الناس بالمطر والغيث الكريم، لتتم تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء وختم الشكل الاحتجاجي.

وفي مدينة تمارة، نظمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وقفة احتجاجية بساحة ميلانو.