ما يزال المغاربة بمختلف حيثياتهم يبدون إصرارهم وصمودهم على إسناد إخوانهم في قطاع غزة وسائر فلسطين في حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرضون له منذ سنة ونصف، مارست فيها الآلة العسكرية للمحتل الصهيوني ومن يشاركه من دول الاستكبار العالمي وعلى رأسهم أمريكا أبشع الجرائم على مرأى من العالم ومؤسساته الدولية، واقترفت جرائم حرب متعددة ومركبة ضد المدنيين والمنتمين لهيئات تتمتع بالحصانة كطواقم الصحة والإغاثة والصحفيين..
عدوان عرى طبيعة الصهيونية العالمية الإرهابية القائمة على القتل والسفك والحرق والتدمير والتجويع والتطويع.. لا تمتثل لقوانين ولا تعترف بحقوق، لتفقد كل الشعارات التي كانت ترفعها الدول التي تسكن هذه الروح أنظمتها وتسود العالم بها معانيها، ويتأكد للعالم أنه لا مستقبل له ما دامت هذه الروح تعيث فسادا في الأرض دون رقيب ولا حسيب..
كل هذا الصلف والتوحش الظاهر الذي لم تعد كل مساعي التغطية والتعمية تجدي نفعا في تبريره، والعالم العربي الرسمي لا يبرح موقف الشجب ومنطق الإعانات الإنسانية، بعيدا عن أي ضغط حقيقي تمارسه في اتجاه رفع الظلم عن مقدسات المسلمين وإخوة العرق والدين، بل من الدول من فضح طوفان الأقصى تواطؤه مع الكيان المحتل وتطبيعه العلاقات معه على كل المستويات بما فيها العسكرية وتغلغله وسط دواليب القرار، بما يؤكد أن المعركة أصبحت معركة وطنية قبل أن تكون معركة عقيدة وأمة.
استنكارا لكل ما سبق ورفضا للتطبيع بكل أشكاله نظم أساتذة القطب الجامعي بكلياته الثلاث بآيت ملول (كلية العلوم التطبيقية وكلية اللغات والآداب والعلوم الإنسانية وكلية الحقوق) وقفة تضامنية، صباح اليوم الخميس 10 أبريل 2025.
وفي نفس الوقت نظم تلاميذ ثانوية محمد الخامس بويسلان بمدينة مكناس وقفة تضامنية، أكدت من جديد التزام الشباب المغربي بقضايا الأمة، وجسدت رسالة قوية مفادها أن قضية فلسطين ستظل حية في الضمير الجماعي يسلمها جيل لجيل، وأن صوت الحق لن يُسكت مهما بلغت التحديات.
وتحت مظلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (UNEM)، وبالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش، نظم طلبة القصر الكبير، العرائش والعوامرة وقفة تضامنية طلابية أمس الأربعاء 9 أبريل، في إطار التعبير عن التضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
لم تكتف الفعالية بالوقفة الرمزية، بل تطورت بشكل تلقائي إلى مسيرة حاشدة شارك فيها العشرات من الطلبة من مختلف التخصصات، حاملين الأعلام الفلسطينية وهتافات تدعو إلى نصرة المقاومة وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرين أنها قضية دينية وإنسانية.
عبر المشاركون فيها عن رفضهم القاطع لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال، مؤكدين أن دعم فلسطين هو واجب أخلاقي وتاريخي لا يقبل المساومة، ودعوا إلى وحدة الصف لمواجهة محاولات طمس الحقوق الفلسطينية.
وفي كل من مدينتي تطوان وبني ملال خرج عدد وازن من الساكنتين في وقفتين احتجاجيتين، أمس الأربعاء أيضا؛ تلبية لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة بالأولى والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالثانية، هتف المتظاهرون خلالهما بشعارات تدعو إلى إنهاء حرب الإبادة الجماعية المدعومة أمريكيا، وأخرى تعكس تضامن المغاربة اللامشروط مع الشعب الفلسطيني المقاوم، وثالثة تدعو لقطع كل العلاقات الرسمية مع الكيان الغاصب.
تطوان:
بني ملال: