مناصِرة دائما لقضايا الحق والعدل.. هذا ما أكدته المرأة المغربية اليوم في مسيرة الرباط

Cover Image for مناصِرة دائما لقضايا الحق والعدل.. هذا ما أكدته المرأة المغربية اليوم في مسيرة الرباط
نشر بتاريخ

ها هي المرأة المغربية تثبت من جديد جهوزيتها الدائمة لمناصرة قضايا الحق والعدل، والذود عنها بما تتيحه الوسائل وفي كل حالاتها، مؤدية برهان صدقها في الدفاع عن الوطن والأمة والإنسانية جمعاء.

فمنذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 6 أبريل 2025، ظهرت إرهاصات المشاركة القوية في المسيرة الشعبية الوطنية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطـبيع، مستجيبة لنداء الدين والأخوة، فما من شارع ولا زقاق يؤدي إلى ساحة باب الأحد بالرباط إلا وغص بوفود النساء على مختلف أعمارهن وحيثياتهن، لم تثنهن عقبة ولا شغل عن الالتحاق بأرض المسيرة، فمن كانت مرضعة مربية فقد صحبت طفلها الصغير ترضعه لبان العزة والكرامة وفخر الانتماء لخير أمة أخرجت للناس، ومن كان أطفالها في سن يافعة فقد رافقتهم تعلمهم درسا تطبيقيا في الاستجابة لأمر الله تعالى القائل في سورة التوبة الآية 71: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وفي سورة المجادلة الآية 22: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم القائل في حديث رواه البخاري ومسلم: “مَثلُ المؤمنين فيما بينهم كَمَثل البُنيان يُمسك بَعضُه بعضاً”، أو “يشُدُّ بعضُه بعضاً”

حيثيات متعددة ومراحل عمرية مختلفة حجت بكثافة لتعلن عن تماسك الروابط العقدية والاجتماعية بين المسلمين عامة وبنات جنسها خاصة، وتبشر بأن الأمة بخير ولو تكالب عليها المتكالبون، وأن القضية الفلسطينية مغروسة في الوجدان يسلمها جيل لجيل، فيشد عليها التالي بقوة وجرأة أشد من السابق.

حضرت حرائر الوطن من كل جهات المغرب؛ القريبة والبعيدة، إسنادا لأخواتهن في فلسطين الأبية وغزة الصامدة، كيف لا يفعلن وقد استفردت الآلة الحربية الصهيونية الإرهابية بمشاركة قواد الإرهاب العالمي، وعاثوا في الأرض المقدسة بكل أنواع الإفساد والتقتيل والتدمير.. يسلطون على المدنيين؛ أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا، أعتى ما وصلت إليه تكنولوجيتهم المتوحشة التي تكاد تردي العالم أجمع، والدول العربية الرسمية تعيش أحط أوقاتها؛ خذلانا وتواطؤا وتبريرا لإجرام الصهيونية العالمية المتطرفة، في وقت رفعت الحجب عن حقيقتها وأصبح نظراء الإنسانية الأحرار -على اختلاف أديانهم وأجناسهم وألوانهم- يدافعون عن القضية، بعد أن سقطت السردية الصهيونية المفترية وبدا عوارها جليا.

مشارِكة بقوة، رافعة الشعارات، مرتدية الكوفية، حاملة الأعلام الفلسطينية، منظمة.. إعلامية وطبيبة ومحامية ومهندسة وموظفة وربة بيت.. هكذا بدت فيسفاء اللوحة النسائية في محفل اليوم مكتملة الأركان قوية البنيان.

غاضبة مما يقع على أخواتها في غزة وسائر فلسطين وأطفالهن وعوائلهن من همجية فاقت الحد، ومن صمت ذوي القربى وتخليهم عن واجبهم تجاه إخوانهم، ومن إطلاق يد الظالم في وطننا الحبيب وأمتنا العزيزة شعوبها..

محتجة على عجز المنتظم الدولي الذي كان يتشدق قبل بضعة أشهر بمبادئ الحرية والكرامة والديمقرطية وتطوير سبل العيش المشترك.. ليجرف طوفان الأقصى كل هذه الشعارات ويظهر حقيقة العالم البشعة؛ حيث التسلط والتجبر والسطو والاستعمار والتوحش والإرهاب.. سمات دفينة لم يستطع التخلص منها رغم دعاوى التحضر والتطور.

مطالبة العالم أجمع بالوقوف في وجه آلة مسعورة تقوده نحو الهاوية وتعصف بكل الاجتهادات الإنسانية، والدول العربية بالخصوص لنفض عار الذل والخنوع والتراجع عن اتفاقيات التطبيع مع عدو لا حد لإجرامه ولا رادع، ظهرت نيته في الاستعلاء في الأرض وتسخيرها لخدمة أجندة يمثل فيها هو السيد المترفع والعالم الخادم الذليل..

مناصرة للحق، مصطفة مع المستضعفين حيثما وجدوا، مؤدية لواجبات أمتها التي تفتل في واجباتها وواجبات وطنها، معلية صوتها بشجاعة وأنفة في كل بقاع العالم.. هذه هي المرأة المغربية الأبية، وهكذا ستبقى دائما وأبدا.