بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه
محاور الموضوع:
· تقديم: أهمية الشباب في بناء الأمة
· المحور الأول: قواعد من منهاج النبوة في احتضان الشباب
· المحور الثاني: قواعد من منهاج النبوة في رعاية مواهب الشباب
· المحور الثالث: أثر منهاج النبوة في احتضان الشباب ورعاية مواهبهم
· خاتمة: خلاصات
تقديم:
يعتبر الشباب عماد أي أمة وسر نهضتها ومبعث تقدمها، وأمل مستقبلها، وهم القلب النابض والعمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة والحيوية لأي دعوة تريد الانتشار والاستمرار، فهم بحق حاملو لواء البناء والتغيير. ولن تنهض قط أمة من الأمم إلا على أكتاف شبابها الواعي وحماسته المتجددة وذلك بفضل ما وهبهم الله تعالى من طاقات منتجة، وعطاءات متجددة.
وإن انتظم الشباب في كنف بيئة سليمة تشحذ هممهم وتشحن إراداتهم وترتقي باستعداداتهم وتشركهم في التشييد والبناء، ظهرت ثمرات جلائل أعمالهم وعجائب صنائعهم، لذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد اهتم بالفئة الشابة، وأحاطها بالاحتضان والرعاية والتوجيه والعناية، وجعلهم على سكة المسؤولية والانخراط في بناء صرح الخلافة الراشدة، وبناء دولة العمران الأخوي.
وقد كان معظم من حوله صلى الله عليه وسلم من الشباب، وكان يقدمهم ويجعلهم في الأمام قياما بواجب التعليم والتوجيه والبناء في مختلف مجالات دعوة الإسلام صلاحا وإصلاحا.
قال عليه الصلاة والسلام: “أوصيكم بالشباب خيرا، فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيرا ونذيرا، فحالفني الشباب، وخالفني الشيوخ” ثم تلا قول الله تعالى: فطال عليهم الأمد، فقست قلوبهم. 1
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الشَّبَابَ قَالَ: “مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُوَسِّعَ لَكُمْ فِي الْمَجْلِسِ، وَأَنْ نُفْهِمَكُمُ الْحَدِيثَ. فَإِنَّكُمْ خَلُوفُنَا، وَأَهْلُ الْحَدِيثِ بَعْدَنَا” 2
وهذا المقال يرصد بعض المشاهد النبوية في موضوع التعامل مع الشباب من خلال النموذج النبوي الكامل، وفق منهجية استقرائية متتبعة للنصوص الواردة في الباب، من خلال مظان متنوعة ومختلفة بنية التماس الأنفاس الشريفة، والتعلق الكامل برسول الله صلى الله عليه وسلم ،وذكر للمقام العالي بالله، وأن نكون على السنة والأثر حتى يكون لنا أثر.
يقول الإمام المجدد رحمه الله: “إننا بحاجة لبناء أمة، والشباب يكونون في مجتمعاتنا المفتونة جيشا من العاطلين الذين أسيء تعليمهم وتربيتهم. فإذا حصلوا بين أيدينا قبل قيام الدولة وبعده يجب أن نعدهم إعدادا جادا ليكونوا جند التحرير والبناء. ومتى حصرنا الشباب عن الحركة، ولم نهيئ لهم مجالا لصرف نشاطهم خارج جلسات الأسرة انفجروا في حركية عنيفة تضطرب ولا تبني…” 3.
أولا: قواعد من منهاج النبوة في احتضان الشباب
1. فهم طبيعة مرحلة الشباب وخصائصها
معلوم أن كلمة شباب وإن وردت في الأحاديث النبوية إلا أنها لم ترد في القرآن الكريم بهذا اللفظ إنما جاء ما يفيد معناها وهي كلمة (الفتوة)، وقد وردت في ستة مواضع، فجاءت بصيغة المفرد في سورة الكهف إذ قال موسى لفتاه آتنا غذاءنا وسورة إبراهيم: سمعنا فتى يقال له إبراهيم وبصيغة المثنى في سورة يوسف ودخل معه السجن فتيان وبصيغة الجمع في سورة الكهف إنهم فتية آمنو بربهم وزدناهم هدى.
ومن المعاني التي تحملها كلمة الفتوة من خلال هذه الآيات: الشباب والقابلية للتغيير والثبات على الإيمان وعلو الهمة وطلب العلم، الشجاعة والقوة، الخدمة والتواضع. وهذه كلها مؤهلات لاكتمال الشخصية الإيمانية الإحسانية.
ومن غير هذه الصفات نجد أن لها خصائص عدة نذكر منها:
- التفرغ: الشباب متفرغ من المسؤوليات والمهام بخلاف الكبار/ من ثقل التجربة/ الماضي….. اغتنم خمسا قبل خمس: فراغك قبل شغلك.
- الاستقلالية: في الفكر والحركة والإرادة…
- الشجاعة والحماس والطموح… فترة فيها تتفجر طاقات الإنسان وتظهر مواهبه واستعداداته لأداء أنشطة مختلفة.
- الاندفاع والانفعال: فإن فرضْتَ عليه الوصاية فهو إما إلى انكسار وانطواء، أو إلى تمرّد.
- سرعة الاستجابة والانجذاب: الشباب على مدار التاريخ في جميع الأطوار وفي أي قطر وعلى اختلاف الدعــوات هم أكثر الناس تأثرا وأسرعهم اســتجابة إنهم فتيـة امنوا بربهــم وزدناهم هدى.
- القوة: قال تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير[الروم، 54].
2. التودد والتحبب
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: “يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ” فَقَالَ: “أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ” 4. ويعلم الناس بحبه له. قال صلى الله عليه وسلم عن سيدنا زيد بن حارثة: “إن كان لمن أحبِّ الناس إليَّ، وإن هذا -أي ابنه أسامة- لَمِنْ أحبِّ الناسِ إليَّ بعدَه” 5.
3. الإيواء والمواساة
عَنْ أَبِى سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه 6. قَال: “أَتَيْنا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقارِبُونَ، فأقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا ولَيْلَةً، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أنَّا قَدِ اشْتَهَيْنا أهْلَنا -أوْ قَدِ اشْتَقْنا- سَأَلَنا عَمَّنْ تَرَكْنا بَعْدَنا، فأخْبَرْناهُ، قالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فأقِيمُوا فيهم وعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ – وذَكَرَ أشْياءَ أحْفَظُها أوْ لا أحْفَظُها- وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي 7، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ” 8.
وهذا حديث كثير الفوائد: محطات تدريبية تربوية عميقة لمدة طويلة، ثم تحميلهم المسؤولية أن يكونوا دعاة بعدما يرجعون إلى أهليهم.. بفن ومراعاة الأحوال مع خلق الرحمة والرفق.
ومن تجليات الاحتضان: التفقد: عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده” 9.
داعية لا يفتح باب بيته وجيبه وقلبه دعي.
4. مخالطة ومشاركة الاهتمامات
قال محمود بن الربيع رضي الله عنه: “عقلتُ من النبي صلى الله عليه وسلم مجَّة مجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين؛ أَيْ: أدخَل النبي صلى الله عليه وسلم ماء في فمه ثم أخرجه على وجه الصبي على سبيل الممازحة” 10.
كان يسألهم عن طيورهم ويكنيه ملاطفة لهم؛ قال أنس رضي الله عنه: “إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟” 11 والنغير: طائر صغير كان يلعب به. وتكنية الطفل ينمّي لديه الإحساس بالثقة، ويُشعره بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار.
عن زيد بن ثابت قال: كنا إذا جلسنا إليه صلى الله عليه وسلم: “إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا، فكل هذا اُحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: “التربية معالجة لمادة إنسانية، وشخصية لها ماض، وبيئة اجتماعية، واستعدادات. هذه المعالجة تريد من النقيب المربي حلما كثيرا، وصبرا، ومداراة، وتنويعا في أساليب التأثير، ومخالطة المؤمنين في بيوتهم وأعمالهم، وفي الرحلات والسياحات.” 12
5. توسم التميز
هذا أسامة بن زيد رضي الله عنه حبّ النبي صلى الله عليه وسلم ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش وعمره ثمانية عشر سنة. تعجب بعض الصحابة رضي الله عنهم حتى طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يولّي من هو أكبر منه سناً، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب الناس وقال: “ما بال أقوام يقدحون في أن ولّيت أسامة على الجيش/ وأيم الله إن كان لِلْإمرة لخليق وإنه لمن أحب الناس إليّ فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم”.
مقاومة توظيف الشباب من قبل بعض موجودة بدعوى حداثة السن وقلة التجربة…
كيف لا يثق بهم ولقد تلقوا تربية متكاملة شاملة، تربية على نصرة هذا الدين وحمايته وبذل ما يملكون في سبيل ذلك.
ها النتيجة: ويعود الجيش في عهد أبي بكر بلا ضحايا فيقول المسلمون يومئذ: ما رأينا جيشًا أسلم من جيش أسامة.
يقول الإمام المجدد رحمه الله: “في الشباب خير كثير، نرجو من كرم الملك الوهاب سبحانه أن يقيض في الجيل الحاضر طليعة تتلقى الربانية من أهل الربانية، وتتلقى العلم من أهل العلم، والحكمة من أهل الحكمة، والهمة الجهادية من أهل الهمة، حتى تكون رسول الأجيال النيرة من سلفنا الصالح إلى أجيال القومة والوحدة والخلافة على منهاج النبوة.” 13.
6. الإشراك في الرأي واتخاذ القرار
يقول ابن شهاب الزهري لتلاميذه: “لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المفصل، دعا الفتيان، واستشارهم يبتغي حدة عقولهم”.
7. الاستيعاب الرفيق للأخطاء
أنظر لما يكون خطأ أحدهم كيف ينصح الحبيب المربي صلى الله عليه وسلم ويعلم؟
أبو محذورة الجمحي رضي الله عنه اسمه سلمة بن معير وقيل سمرة، وفي قصة أذانه يحكى أنه لما سمع الأذان، وهو مع فتية من قريش خارج مكة أقبلوا يستهزئون ويحكون صوت المؤذن غيظاً، فكان هو من أحسنهم صوتا، فرفع صوته مستهزئاً بالأذان فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت”، فأرسل إلينا فأذنا فأمر به فمثل بين يديه وهو يظن أنه مقتول فمسح النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته وصدره بيده قال: فامتلأ قلبي والله إيماناً ويقيناً وعلمت أنه رسول الله، فألقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم الأذان وعلمه إياه وأمره أن يؤذن لأهل مكة، وهو ابن ست عشرة سنة، فكان مؤذنهم حتى مات. وفي مسند أحمد: “.. وكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ولا يفرقها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها”.
قصة معاوية بن الحكم السلمي لما قال يرحمك الله: لَمَّا صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، فَوَاللَّهِ، ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي، قالَ: “إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ”.
8. التعليم النشط
قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ.
تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن مملا، كان متنوعا واستخدم كل الأساليب والطرق في غاية البراعة من أجل مخاطبة الشباب وتربيتهم وتزكيتهم وتعليمهم، سمه التعليم النشط التعليم الفرح.
تعلموا منه الإيمان ومنتهاه وهو الإيقان ثم تعلموا الحكمة والقرآن وطرائق الدعوة وحسن البيان رضي الله عنهم.
يَقولُ جُنُدبُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنه: “كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ فتيانٌ حزاورةٌ فتعلَّمنا الإيمانَ قبلَ أن نتعلَّمَ القرآنَ ثمَّ تعلَّمنا القرآنَ فازددنا بِه إيمانًا” 14.
ومن الأساليب التلقين والتكرار واللغز والحوار والتمثيل وغيرها…
- التلقين؛ عن عبد الله بن عباس أنه ركب خلف رسول الله يومًا، فقال له رسول الله: “يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ” 15.
- الأسلوب الوصفي القصصي وضرب الأمثلة: من ذلك ما رواه أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا، ما تقول ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا” 16.
- الأسلوب التشخيصي الاستنتاجي حديث النخلة: حدثوني عن شجرة.
- أسلوب الاستفهام لتصحيح المفاهيم: وذلك في مواضع كثيرة جدا منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟)
- تنويع وسائل الإلقاء وأدوات التواصل في مجالس الشباب مدعاة للتحفيز والتركيز والعطاء أكثر، ولذا يستحسن تقليل المواعظ معهم.
9. الثناء والتنويه
قال ابن مسعود رضي الله عنه (توفي 32 هـ): “قلتُ: يا رسول الله، علِّمْنِي من هذا القول؛ أي: من القرآن، فمسح رأسي وقال: إنكَ غُلامٌ مُعَلَّمٌ” 17؛
ولما سمع صلى الله عليه وسلم قراءة سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه وهو غلام صغير حسَن الصوت بالقرآن، فقال: “الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا” 18.
جعفر بن أبي طالب الذي أسلم وهو في الحادية والعشرين من عمره، وترأس وفد المسلمين في الحبشة، وكانت حكمته سببا مباشراً في استقرار المهاجرين هناك، وما إن قدم حتى فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه قائلاً: “والله ما أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر”.
وألبس صلى الله عليه وسلم جارية (أمية المخزومية) قلادة بعد غزوة خيبر مكافأة لها في مساهمتها في الغزوة.
10. الدعاء
وهو من الأعمدة الكبرى وهو أن نتوجه إلى الخالق سبحانه الرب تعالى أن يجعلهم كما نحب فيما يحب.
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعتُ له وضوءًا قال: «مَن وضع هذا؟» فأُخبِرَ، فقال: «اللهم فقِّهْهُ في الدِّين» 19
ثانيا: قواعد من منهاج النبوة في رعاية مواهب الشباب
ومن الاحتضان النوعي رعاية أصحاب الاستعدادات العالية والكفاءات المستقبلية حتى يكون قادة المستقبل وحملة المشعل. خير خلف لخير سلف.
وهذا لا يتم إلا بثلاثة مستويات بنائية: التنقيب ثم التدريب ثم التنصيب.
أولا: التنقيب
ومعناه اكتشاف مواهب الشباب واستشراف مستقبلها:
- بالتأكيد على اختلاف البشر في شخصياتهم وطباعهم ومواهبهم، هذا التنوع يؤسس لاختلاف الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النَّاسُ مَعَادِن كَمَعَادِن الذَّهَب وَالفِضَّة” 20. عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ” 21
à عن طريق التنقيب: الملاحظة والتفقد والسؤال و الاستعراض (الأنشطة الميدانية)… لتمييز ما يمتلكه كل واحد عن الآخر:
ذكر ابن عبد البَر رحمه الله في الاستيعاب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَعْرِض غلمانَ الأنصارِ في كلِّ عام، فمرَّ به غلامٌ فأجازَه في البعث. قال الإمام الشافعيُّ: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة عشر صحابيا عُرِضُوا عليه وهم أبناء أربعَ عَشْرَة سنة، لأنه لم يرَهم بلغوا، وعُرِضوا عليه وهم أبناءَ خمسَ عشرة فأجازهم»….
وعُرِضَ عليه سَمُرةُ بنُ جُنْدُبٍ من بعده فردَّه. قال سَمُرة: فقلت: «يا رسول الله! لقد أجزْت غلاما وَرَدَدْتني، ولو صارَعَنِي لصَرَعْتُهُ. قال: فصارعته فصرعته، فأجازني في البعث”.
ثانيا: التدريب
تجويد مواهب الشباب وحسن توجيهها حتى تحصل لها الكفاءة المطلوبة. وحتى يكون ماهرا وهو أعلى درجة في التمكن من الكفاءة. عن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: “الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران” 22.
كان عليه الصلاة والسلام يستشرف نبوغَ كل واحد منهم فيوجهه بما ينفع نفسه وأمته، لَمَّا قَدِمَ عليه الصلاة والسلام المدينةَ رأى زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو دون الخامسة عشرة يُحسِن الكتابةَ، فجعله من كُتَّاب الوحي، وأبصَر فيه ذكاءً فطلب منه تعلُّمَ لغة اليهود ليترجم له ما يُكتَب بلسانهم، قَالَ زَيْدٌ: فَتَعَلَّمْتُ كِتَابَهُمْ مَا مَرَّتْ بِي خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حَتَّى حَذَقْتُهُ، وَكُنْتُ أَقْرَأُ لَهُ كُتُبَهُمْ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، وَأُجِيبُ عَنْهُ إِذَا كَتَبَ 23.
وإسناده مهمة في غاية الأهمية بالنسبة لأي حاكم، وهي: أن يترجم له ويفحص ما يكتب عنه فيما بينه وبين اليهود. وكما نعلم أن مثل هذه المهمة خطيرة بسبب ما كان بين المسلمين واليهود من حساسية في ذلك الوقت.
ثالثا: التنصيب
توظيف المواهب في خدمة دعوة الله بإسناد المسؤوليات لهم وإشراكهم في دائرة صناعة القرار.
– روى سيدنا سهل بن سعد أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “لَأُعطِيَنَّ الرَّايةَ غدًا رجُلًا يفتَحُ اللهُ على يدَيْهِ” قال: فبات النَّاسُ ليلتَهم أيُّهم يُعطاها فلمَّا أصبَح النَّاسُ غدَوْا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلُّهم يرجو أنْ يُعطاها فقال: “أين علِيُّ بنُ أبي طالبٍ؟” قالوا: تشتكي عيناه يا رسولَ اللهِ، قال: فأرسِلوا إليه فلمَّا جاء بصَق في عينَيْهِ ودعا له فبرَأ حتَّى كأنْ لَمْ يكُنْ به وجَعٌ وأعطاه الرَّايةَ فقال علِيٌّ: “يا رسولَ اللهِ أُقاتِلُهم حتَّى يكونوا مِثْلَنا؟” قال: “انفُذْ على رِسْلِك حتَّى تنزِلَ بساحتِهم ثمَّ ادعُهم إلى الإسلامِ وأخبِرْهم بما يجِبُ عليهم مِن حقِّ اللهِ فيه فواللهِ لَأنْ يهديَ اللهُ بكَ رجُلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن أنْ يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ”3 .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كانت غزوة بدر وأنا ابنُ ثلاثَ عشْرةَ فلم أخرج. وكانت غزوة أحُدٍ وأنا ابنُ أربعَ عشَرَةَ فخرجت. فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم استصغرني وردني وخلَّفَني في حَرَسِ المدينة في نَفَرٍ. هذا أصل لتجنيد الشباب في مهامَّ داخليَّة، منها المساهمةُ في حفظ الأمن، والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، في إطار التجنيد للدعوة، وتعليم العامة دينَهم” 24.
إن لم يصل بعد لمستوى هذه المهمة نبحث له عن مهمة ثانية تناسبه.
بعد فتح مكة بفترة زمنية قليلة اضطر الرسول صلى الله عليه وسلم للخروج منها بجيشه والتوجه نحو جبهة القتال، وكان لا بد من تعيين قائد لمكة لإدارة شؤونها، وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم من بين جميع المسلمين شاباً لم يتجاوز الواحد والعشرين عاماً، وهو(عتاب بن أسيد) قائدا لمكة المكرمة في ظل غيابه صلى الله عليه وسلم، وأمر عتاب بن أسيد أن يصلي بالناس وهو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة.
ثالثا: أثر منهاج النبوة في رعاية الشباب وتنمية مواهبهم.
1. الاستقامة وتربية الطموح إلى الأعلى
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: “إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ مَهْ. فَقَالَ: “ادْنُهْ”. فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: “أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ”. قَالَ: “أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟” قَالَ: لا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ”. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: “اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَه وَحَصِّنْ فَرْجَهُ”. قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إلى شَيْءٍ. 25
عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نِعْم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل”. 26قال سالم: “فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً”…
2. الانخراط في تحمل أعباء الدعوة والجهاد
إن أول مبلغ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام في المدينة المنورة كان مصعب بن عمير رضى الله عنه، وكان عندئذٍ في ريعان شبابه، وقد استطاع مصعب بالرغم من حداثة سنه أن يقنع الكثير من الناس في المدينة المنورةـ وكانت المدينة يومها من أهم مدن الجزيرة العربية ـ بالإسلام، وقد عمل مصعب بكل جد وإخلاص من أجل التأثير في الناس، وإقناعهم برسالة الإسلام السمحة.
في سنة واحدة فتحت المدينة. ها الأثر البين الواضح.
صاحب اللسان السؤول والقلب العقول عبد الله بن عباس رضى الله عنه تشرب من النبي صلى الله عليه وسلم وتشرب من الجماعة بعد رسول الله وفي زمانه… مدرسة متنوعة متكاملة.
وبعد رسول الله صلى الله عيه وسلم أينعت موهبته وأثمرت، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا فُلَانُ هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُمْ الْيَوْمَ كَثِيرٌ فَقَالَ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَرَى فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنْ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ فَأَقُولُ لَا أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ الْحَدِيثِ قَالَ فَبَقِيَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدْ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ فَقَالَ كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي 27.
3. انتشار الدعوة واستمرارها
”الله أكبر! شباب في الرابعة عشر يطلبون الشهادة في سبيل الله، ويتسابقون إليها، ويتوسلون ويبكون! في سن اللعب والعبث كانوا يتقلدون حمائل السيف ويزاحمون الأبطال بالمناكب. بفضل الله وبفضل هذا الشباب، بجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع من بعده وصلنا الإسلام…“ 28
خاتمة: خلاصات
1. الشباب هم عماد الحاضر وعدة المستقبل، وهم الذين يحملون هم التربية والدعوة والجهاد، وعلى سواعدهم تقوم الأمة وتنهض.
2. منهاج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الشباب اتسم بالواقعية والشمولية، فلم يغفل أي جانب من جوانب حياة الشباب، بل اهتم بهذه الفئة من جميع الجوانب: تربية الإيمان في القلوب وتربية العلم النافع في العقول وتربية حسن الأخلاق وخدمة المجتمع في السلوك والجوارح.
3. ضرورة إحكام فهم خصوصيات المرحلة ومعرفة حاجيات الشباب.
4. إتقان رجال التزكية والتعليم أهل الاحتضان، مهارة اكتشاف الطاقات وتحسس الكفاءات وحسن توجيهها واستيعاب المواهب وجودة توظيف الشباب وليكن الشعار “مهمة لكل شاب”. يقول الإمام رحمه الله تعالى””مسؤوليتنا أن يصبح الشباب دواء لمشكلة الشباب، أن ينقذهم الإسلام فينقذوا الأمة” 29.
5. تهييء محاضن الدعاة والمجالس المسؤولة للاحتضان الكامل للشباب يراعي خصوصياتهم واهتماماتهم..
6. تعلم طرائق التعامل الباني الحاني القاصد الرشيد مع الشباب، والتهمم بالانتقال من مبادرة زمام الشباب إلى زمام مبادرة الشباب.
7. احتضان الشباب ورعاية مؤهلاتهم: قربة عظيمة وعبادة من العبادات واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمة عملية لمعنى من معاني الصحبة والجماعة وتطبيق عملي لتواصل الأجيال.
8. احتضان الشباب يتطلب مواصفات متكاملة يمكن إجمالها في ثلاث:
- سعة الصدر: (“قشابة” واسعة، ويقبل الجميع ويقبل على الجميع، ولا يرى في الآخرين إلا ما يمكن تطويره وتحسينه).
- أفق الفكر (حتى يميز بين القدرات، والاستعدادات وطرق التوظيق ووقته…)
- نور الذكر. (حتى تكون له جاذبية وتأثير) :”القلوب إنما تقتبس من القلوب، اقرئي ما شئت، واسمعي ما شئت من محاضرات تنير العقل وتشرح وتصف. لكن من أين لنا بلمسة علوية تسري إلى مجامع القلوب” 30.
9. مؤشر لكل سامع، لكل واحد منا يقيس به نفسه: كم من شاب شجرة طيبة نبتت على يدي؟ كم من شاب كنت له سببا حتى أصبح مشعلا من مشاعل دعوة الله تعالى وعمودا من أعمدة خير العمل وعمل الخير.
[2] حديث رقم 29 من كتاب شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي رحمه الله.
[3] المنهاج النبوي، ص 54.
[4] رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني.
[5] متفق عليه.
[6] مالك بن الحويرث أبو سليمان صحابي جليل من البصرة بالشام، اختلف في وفاته: في التقريب: 74 هـ، وفي الإصابة: 64 هـ، وفي الاستيعاب: 94 هـ.
[7] وفي الصحيحين أيضًا، عن أبي قِلَابة؛ قال: جاءنا مالك بن الحُوَيرث فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاةَ، ولكني أريد أن أُريكم كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[8] رواه البخاري ومسلم رحمهما الله.
[9] ارواه الهيثمي في مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد باب عيادة المريض. الهيثمي – نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي.
[10] متفق عليه.
[11] متفق عليه.
[12] المنهاج النبوي.
[13] سنة الله، ص 260.
[14] رواه ابن ماجه رحمه الله وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه.
[15] رواه أحمد والترمذي رحمهما الله تعالى وصححه الألباني.
[16] صحيح مسلم كتاب مواقيت الصلاة باب الصلوات الخمس كفارة.
[17] رواه أحمد رحمه الله تعالى.
[18] رواه ابن ماجه.
[19] رواه البخاري.
[20] رواه البخاري.
[21] رواه ابن ماجه.
[22] متفقٌ عَلَيْهِ.
[23] رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.
[24] إمامة الأمة ص/54.
[25] رواه أحمد رحمه الله وصححه الألباني.
[26] رواه البخاري رحمه الله.
[27] سنن الدارمي وإسناده صحيح
[28] إمامة الأمة ص49.
[29] مجلة الجماعة، ع10، ص 92.
[30] تنوير المومنات، 2/39