نظمت هيئة دفاع الشهيد كمال عماري ندوة صحفية، صبيحة يومه الإثنين 2 يونيو 2014، لتقديم آخر مستجدات هذا الملف، وقد كان العنوان الذي شددت عليه أن الجديد، ألا جديد في قضية كمال عماري التي دامت ثلاث سنوات).
افتتحت الندوة بعرض شريط فيديو مختصر يقدم جوانب من الوقفة التي نظمتها جمعية عائلة وأصدقاء كمال عماري) أمام البرلمان مساء السبت 31 ماي، ثم أخذ الكلمة الأستاذ محمد أغناج، المحامي بهيئة الدار البيضاء وعضو هيئة الدفاع، ليشكر الحاضرين من الحقوقيين والإعلاميين والفاعلين المدنيين والسياسيين، ويخص بالشكر هيئة المحامين بالرباط على احتضانها للنشاط.
الأستاذ محمد جلال، عضو هيئة الدفاع والمحامي بهيئة الرباط، قدم تصريح هيئة الدفاع، الذي أظهر بجلاء، عبر تسلسل الأحداث ومسار القضية، تواطؤ الدولة وحرصها على إخفاء الحقيقة وطمس معالمها والتستر على الجناة، مشددا على أن جريمة الاعتداء على الشهيد كمال عماري هي جريمة دولة تتضمن المس بالحق في الحياة وفي السلامة الجسدية والتعذيب، وانتهاك الحق في الانتماء والحق في التعبير والحق في الاحتجاج السلمي، وهي جرائم سياسية بعضها لا يسقط بالتقادم وفقا للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي المغربي).
وشددت هيئة الدفاع في تصريحها على كشف الحقيقة كاملة وتحديد المسؤوليات الفردية والمؤسسية ومحاكمة الجناة وكل المتورطين في القضية أمام قضاء مستقل ونزيه مع توفير كافة الضمانات لمحاكمة عادلة)، وأكدت أن استنفاد جميع إمكانات الحصول على الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر أمام المؤسسات الداخلية، يفتح الباب أمام عائلة الضحية للجوء للمؤسسات الدولية المختصة).
أخ الشهيد كمال، السيد محمد عماري، قال بلغة إنسانية حملت مشاعر عائلة ما زالت مكلومة في فلذة كبدها حضرت اليوم حاملا مظلمتي ومظلمة والدي ووالدتي وإخوتي، حين رزئنا في كمال)، مبينا أنه ضحية اعتداء في واضحة النهار، لأنه كان يحمل أفكار ومبادئ تنحاز إلى الشعب وحقه في الحياة الكريمة. وذكر بأن ثلاث سنوات مرت دون أن تكشف لا الحكومة ولا المحكمة ولا المجلس الوطني لحقوق الإنسان الحقيقة، متسائلا في النهاية وضاربا موعدا مع قتلة أخيه ألا يخاف الله َ من تستر على الحقيقة؟ لنا موعد مع الله لن يخلفه).
أما الدكتور محمد بلعياط رئيس “جمعية عائلة وأصدقاء الشهيد كمال عماري”، فتحدث عن إصرار المخزن على التستر على الجريمة وعدم تقديم الجناة للعدالة، مستدلا على ذلك بإقدام السلطة على قمع الوقفة التي نظمتها الجمعية مساء أمس الأحد بمدينة أسفي، مما نتج عنه إصابة والد الشهيد السيد عبد الرحمن عماري بالإعياء، جراء احتكاك رجال الأمن ودفعهم للمحتجين، وحرمانه من حضور الندوة. وأكد أن الجمعية ماضية في طريقها بحثا عن الحقيقة والإنصاف وجبر الضرر.
بعد ذلك تقدمت الأستاذة خديجة الرياضي، الحقوقية والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لتعبر عن تضامن الهيئات الحقوقية مع الشهيد وعائلته والجمعية المدافعة عنه، وحيت الإصرار على الحقيقة وعدم الإفلات من العقاب، وعبرت عن مساندتها لمجهودات هيئة الدفاع.
بعد فتح الباب للأسئلة ومداخلات الحاضرين، ذكرت هيئة الدفاع بجديد ومآل الملف والخطوات المستقبلية الوطنية والدولية، وكشفت أنها ستتابع الملف لأنها تصر على الحقيقة الكاملة، كما استحضرت في مداخلات ممثليها جميع الملفات التي استفاد فيها الجلاد من الإفلات من العقاب، مؤكدة أن أسوء جديد هو ألا يكون هناك جديد، خصوصا في عدم التعرف على الجناة رؤساء ومرؤوسين ومحاكمتهم.
وقد عرفت الندوة حضور عدد من الإعلاميين والوجوه الحقوقية والمحامين والفاعلين، من بينهم النقيب عبد الرحيم بن بركة، والأستاذ خليل الإدريسي، والناشط الحقوقي أحمد بن الصديق، ومنسق الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان الدكتور محمد سلمي، والأستاذ محمد حمداوي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، والأستاذ أحمد آيت عمي عضو مجلس شورى الجماعة، والأستاذ أبو الشتاء مساعيف عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، وعدد من أعضاء هيئة دفاع الشهيد.