نساء العدل والإحسان يشاركن في مؤتمر منظمة نساء الإصلاح بموريتانيا

Cover Image for نساء العدل والإحسان يشاركن في مؤتمر منظمة نساء الإصلاح بموريتانيا
نشر بتاريخ

شاركت نساء جماعة العدل والإحسان في المؤتمر الخامس العادي لمنظمة نساء الإصلاح لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في موريتانيا، المنظم أيام 2-3-4 يناير 2025 تحت شعار: “نواجه التحديات… ونعزز المكتسبات”.

ومثلت نساء الجماعة خلال فعاليات وأشغال المؤتمر كل من الأستاذة خديجة مستحسان: رئيسة الوفد والكاتبة العامة للقطاع النسائي وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، والأستاذة فاطمة الزهراء ابخاتي عضو الهيئة العامة للعمل النسائي.

وقد قامتا بحضور عدة لقاءات تواصلية مع مكونات متنوعة، كما ألقت الأستاذة مستحسان كلمة في الجلسة الافتتاحية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته الأوفياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السيدة ُالفاضلة عائشة بونة رئيسةُ منظمة نساء الإصلاح، وكلُّ المنتسبات للمنظمة…

السيدُ الفاضل رئيسُ حزب تواصل وجميعُ السادة والسيدات المنتمين للحزب، كلٌّ باسمه وصفته مع حفظ الألقاب….

السيداتُ والسادة الضيوف ُوالمشاركون في المؤتمر..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اسمحوا لي بداية أن أبلغكم سلامَ أخواتكم وإخوانكم في جماعة العدل والإحسان، وباسم جميع مؤسسات العمل النسائي في الجماعة، نتوجه للأخوات في منظمة نساء الإصلاح بواجب الامتنان والتقدير على دعوتهن الكريمة لحضور فعاليات وأشغال هذا المؤتمر، سائلين المولى عز وجل أن يبارك الجهود، ويسدد الخُطوات، ويكللَها بالتوفيق والسداد، آمين. كما أحيي بهذه المناسبة كل َالمؤمنات الواقفات على ثغور الدعوة والإصلاح والبناء في جميع أوطاننا الإسلامية، مع وقفة إكبار وإجلال للمرأة الفلسطينية المجاهدة، النموذج ِلمثالي والملهمِ، الذي يقدم للعالم دروسا بليغةً في الصمود والتضحية بالغالي والنفيس، دفاعا عن عقيدة الأمة ومقدساتها ضدَّ العدو الغاصب المحتل، وعملائه وأعوانه من المجرمين والخونة والمطبعين.

أيتها الأخوات والإخوة:

مهم جدا ما تجسده نساء الإصلاح في هذا البلد الحبيب من تهممٍ بحضور المرأة في المجتمع، وسعيٍ لتعزيزِ أدوارها في المشهد السياسي ومجالات الشأن العام، وما يبذلن في سبيل ذلك من تضحيات ويُذَللن من عقبات، امتثالا لأمر الله تعالى في تحقيق الوَلاية بين المومنين والمومنات، وتجسيدا لوحدة التكليف بينهما في الخطاب القرآني.

 وفي هذا السياق، أود أن أنوه بشعار المؤتمر الذي ارتبط بأمرين مهمَّين في تطوير الفعل السياسي للنساء، أولهما: الوقوفُ على المكتسبات قصد ترصيدِها وتعزيزِها والاستزادة ِمنها، وثانيهما: التصدي للتحديات والعقبات وتجميعُ الجهود وتعزيزُ التعاون لمغالبتها.

إن ما حققته المرأة التواصلية من حضور وازن في المشهد السياسي للحزب وفي المجتمع الموريتاني، لمَن أهمِّ المكتسباتِ التي تحتاج الحفظَ والتطوير… حضور في قيادة الحزب وفي مراكز القرار، مشاركة ًفاعلة،ً متزعمةً مع الرجل لا تابعة، وهذا يعكس بشكل واضح ثقتَها بذاتها وكفاءاتها، ووعيَها بواجبها وأدوارها الرِّيادية في بناء الإنسان وصناعة المستقبل.

يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، مؤسسُ ومرشد ُجماعة العدل والإحسان في كتابه “تنوير المومنات”   ج2 ص 270: “الدين سياسة والسياسة دين. والمرأة المؤمنة كالرجل المؤمن نصيبها من المسؤولية السياسية مثلُ نصيبه، مع اعتبار الدرجة التي خولها له الله تعالى ليقودَ السفينة، إذ هو قطب ُالقوة في مجَمع المؤمنين والمؤمنات. ما هنا لَكُن معشرَ المؤمنات من دليلِ يُقيلكن ويُعفيكن من المسؤولية السياسية”.

وإذا كان هنالك من تحديات على المرأة المسلمة الوعي بها ومغالبتُها في هذا العالم الموار، فهي أولا: جعلُ قضيتها مع ربها أم َّالقضايا، وحقِّها في معرفة الله تعالى أوجبَ الحقوق. ثانيا: السعيُ الحثيثُ إلى تحصيل شعب الإيمان وطلبِ الكمال الإحساني، والخلقي والعلمي والجهادي، تأسِّيا بالنماذج البانية الخالدة من الصحابيات الجليلات. وثالثا: كيفيةُ الجمع والموازنة ِبين سلوكها إلى الله تعالى، ووظيفتِها الفطريةِ الأساس في تربية الأجيال وحفظِ الأسرة، وبين واجبها في الحضور الوازن والفعل الراشد في مختلَف أوراش المجتمع. يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله في تنوير المومنات: “تكون المومنة أصلا للبذور الطيبة ومنبَتا للشجر الطيب إذا كان لها في سماء الإيمان والإحسان مَطلع، ومن أرض العبودية لله وحده لا شريك له مَشْرع. اكتملت فيها التربيةُ فهي منها فائضة ٌكالنبع الكريم يجود، اكتمل فيها الوعيُ وتكامل بين وظيفتها الأمومية وجهادِها الحركي وإعدادِها القوةَ للتغيير التاريخي الطويل ِالنَّفَس” ج2 ص 216.

مرة أخرى نجدد الشكر للجهة المنظمة للمؤتمر على الدعوة الكريمة وإتاحتِها هذه الفرصةَ للتواصل بين مختلَف الفاعلات في بلداننا الإسلامية، في أفق التنظير والتأسيس لجبهة نسائية موحدة تُقَوي فعل المرأة، وتكونُ مقدمةً لجمع شتات الأمة وتوحيد رأيِها وتقويةِ شوكتها بحول الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.