بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
لبت نداء ربها وأسلمت الروح إلى خالقها، الأخت الكريمة فاطمة أوزكان، وذلك يومه الإثنين أول أيام شهر شعبان العظيم من السنة الهجرية 1432 الموافق ل04 يوليوز 2011، إثر مرض مفاجئ.
وقد فجعت فيها الأسرة الصغيرة بعد أن غادرتها إلى الدار الأخرى الإبنة البارة، والأخت الحنون على حين غرة.
وانكوت معها بلظى موت الفجاءة أسرة القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، وكل أسرة الجماعة.
ولا تزال الأسرة التعليمية التي تنتمي إليها فاطمة مذهولة من هول المصاب، وهي التي كانت حاضرة بين أحضانها في حفل اختتام السنة سويعات قبل التحاقها بالرفيق الأعلى.
وما فتئ يعيش وقع الصدمة كل من عرفها من الجيران والأصحاب والأحباب.
إننا في القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان قد ودعنا اليوم وتدا من أوتاد الدعوة، وجبلا شامخا في سماء العمل الجمعوي، يشهد لها بذلك رصيدها الغني فيه تنظيرا وتأطيرا وممارسة ميدانية لما يزيد عن أربعة عشر عاما.
كانت فاطمة رحمة الله عليها متميزة في مكتب الجمعية – وهي العنصر النسائي الوحيد به – بالنشاط الدائم، والفاعلية والجدية والانضباط والحرقة على الإنجاز، ولم تكن تتوانى لحظة عن تقديم كل أنواع الخدمات لساكنة الحي المحمدي : ندوات ومحاضرات ومحو الأمية والتأهيل المهني وأعمال الاجتماعية يصعب عدها وحصرها. ومن تهممها الدائم بتفعيل النساء وإخراجهن من العطالة والبطالة، أسست جمعية نسائية وعملت كل مافي وسعها لإشراك نساء الحي في التهمم بحال المرأة بالتشجيع والتوعية في كل فرصة وحين.
ولم يكن أفق رؤية فاطمة ضيقا، بل فتحت كل أبواب التواصل مع باقي الجمعيات ولم تبخل أبدا عن تقديم يد العون لها، ويكتب لها بمداد الفخر النشاط التكويني الذي سهرت على تنظيمه بكل دقة و إتقان أسبوعا قبل وفاتها والذي جمعت فيه العديد من الجمعيات على مستوى البيضاء وكأنها تودعها في عرس جمعوي بهيج.
و قد كان في جعبة أختنا العديد من المشاريع الجمعوية، والكثير من الأعمال، رفعها الله بنيتها درجات وبلغها بها عنده المقامات …
ولم تكن أختنا بجانب ذلك تبرح مجالس النصيحة والرباطات وكل مجالس الخير بجماعة العدل والإحسان بل كانت تعتبرها الزاد والعون على عقبات العمل الجمعوي والحافز على المزيد من البذل والعطاء.
وقد عملت للا فاطمة معلمة للغة الفرنسية، فأدت عملها بكل تفان وإخلاص يشهد لها بهما كل أطر وتلامذة المؤسسة.
وليس ما ذكرناه إلا بعض غراس فاطمة وإلا فالجنان كبير والغرس متنوع وكثير.
ورغم ماعانته أختنا فاطمة في السنتين الأخيرتين من مرض، فإن عطاءها لم ينقص ولم يقل، بل كانت تتحمل الألم بصمت وتتفانى في العطاء.
فهنيئا لك أختي شبابا قضيته في عبادة الله، وهنيئا لك جسدا أفنيته في سبيل الله وهنيئا لك مالا رغم عزه بذلته في سبيل الله.
فالموعد الله و المبتغى النظر لوجه الله وخير الكلام لا إله إلا الله محمد رسول الله.
“إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا فاطمة لمحزونون. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.”
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان
الدار البيضاء