تأخذ ثلاثية الشورى والعدل والإحسان في الفكر السياسي للأستاذ ياسين محورية ثابتة، وهي تحمل في ذاتها الإشارة إلى مصدرية القرآن الكريم للفقه السياسي الإسلامي، لذلك يكثر استدلاله –رحمه الله- بالآيات القرآنية في هذا الشأن، كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل:90). وقوله: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونََ (الشورى:38).
والأستاذ ياسين يركز كثيرا على هذه الثلاثية ويبنى على ثباتها محاولات النقد المستمر للوضع السياسي والفقه السياسي في الماضي والحاضر. ففي نقده للتحول التاريخي لنظام الحكم إلى ملكيات نقرأ قوله: “وفي ظلها تسلط السيف تسلطا عاتيا”. وفي نقده للفقه السياسي نقرأ قوله: “يُفتي تحت ظلها المفتون بشرعية حكم المستولي بالسيف. وسلام على الشورى وعلى العدل والإحسان”.
ويَخْلُف هؤلاء المفتين في زماننا من نسج عنكبوت التقليد على عقولهم وقعدوا على بساط الذلة بين يدي السلطان، ممن لا تحدثه نفسه بغير السلامة سلامةَ الطاعمُ الكاسي، هذه الذهنية المريضة يحملها من يسميهم الأستاذ ياسين (فقهاء القصور)، أو (الفقهاء المستضعفين).
تابع تتمة المقال على موقع ياسين نت.