بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.
من المغرب الأقصى إلى المسجد الأقصى وفاء، من ياسين المغرب إلى ياسين المشرق عزاء، من بلاد عاصمتها الرباط إلى أرض عصمتها الرباط ثناء، من معقل قومة إلى ميدان مقاومة فداء، من ناظم قصيدة بحرية إلى منظم طوفان بري تأنيب قعيد وتأبين شهيد رثاء، من إدانة للنجمة السداسية المنكرة القاتلة إلى إشادة بالكوفية الحماسية المناضلة، شهادة للقبة القدسية الفاضلة وقلادة في عنق هنية هي له ولمن معه هدية، لا تليق بقيمته الغالية وقامته العالية، قصيدة من شويعر يحاول أن تكون له مساهمة عمودية آنية، في قضية أفقية مستقبلية.. مجرد محاولة و“عَينُ الرِّضى عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَة”، هدية إلى هنية.. والهدية لا ترد ولو كانت مجاملة، فكيف وهي رسالة من صبّ ومقالة من القلب إلى القلب وقربة إلى الرب، وجسر تودّد إلى إسماعيل البُرور والفداء، من هو ومن مثله استثناء في زمن الانحناء.
النجمة السداسية
نجمة تحت الثرى فوق السماء .. شعشعت نورا وتاهت في إباء
سدّست آفاقكم بعد ارتقاء .. حلقت دون اكتراث أو عناء
جابت الأرجاء في عز احتفاء .. أطلقت نارا على نور أضاء
أردت الضيف وعادت بانتشاء .. سمّه ما شئت قل: هذا عداء
طعنة من غادر بئس الغباء .. نقمة من حاقد يشهو الدماء
خسة من خائن نخب هواء .. رمية من غير رام في خفاء
ليته لم يك في حفل الولاء .. ليته عاد إلى ما منه جاء
لم ينم في عقر دار الأصدقاء .. دون حصن أو ضمان أو وقاء
إنما هذا احتمال أو عزاء .. مات إسماعيل وهل يجدي البكاء
قل وحلل ثم علل ما تشاء .. ذهب النافع واهتاج الغثاء
الكوفية الحماسية
دم إسماعيل لم يذهب سدى .. وإكسير حياة من ردى
وبه يسقى الثرى قطر الندى .. فيهيج الزرع جيشا منجدا
هو من نادى وهم ردوا الصدى .. هو من أفنى عقودا في الجدى
حافظ تال مجيد للهدى .. قائم ليل بدر إن بدا
صائم عن كل ما يرضي العدا .. قائد قدوة أجيال الفدا
منهض يدني المعالي منشدا .. مرشد قطب مثالي مرشدا
وخطيب ذاكر يجلو الصدا .. عن قلوب الصحب طب المنتدى
أبنته الزوج بعلا مسندا .. وبكته الأرض أمّا مسجدا
وشهيدا في حشاها مفتدى .. بمن استهدى به ثم اقتدى
بحماس جيل قسام حدا .. حدو ياسين الإباء المقعدا
القبة القدسية
غزة الأبطال لا تبك الشهيد .. ففداء الأقصى أقصى ما يريد
أن يكون الكفن كوفي الصمود .. ضد من سدّس حكام الوجود
لا ترى فيهم سوى خبّ حقود .. ناطق بالخبث جبار عنيد
صامت عن حق شعب في السجود .. في فناء المسجد الأقصى المجيد
وترى أسلافه نعم الجدود .. من نبي وولي للحميد
لم يكن طوفانهم ضد اليهود .. غير حق وصواب من رشيد
لم يكن غير جهاد لا يحيد .. عن سديد بعد قهر مستزيد
من غشوم غاصب نذل حقود .. صيّر العالم وكرا للعبيد
لم يكن إلا وفاء بالعهود .. من حماس لم تطق زور الشهود
حين ساووا بين محتل مَريد .. وجريح في أراضيه شهيد
قاوموا من نقضوا كل العهود .. قتلوا خانوا أهانوا في عقود
لم يبالوا بعجوز أو وليد .. لا ولا راعوا مروءات الجنود
بل أبادوا كل حي ومشيد .. واستباحوا حرم الشعب الودود
وجنود العُرب – آه – في رقود .. لم يعد يشغلها حفظ الحدود
لا ولا ذود عن الجار الطريد .. أغلقوا المعبر في وجه الوفود
لا طعام لا دواء لا نقود .. لا خيام لا غطاء لا وقود
غير وقفات من الحر البعيد .. ودعاء وعزاء في قصيد
ما الذي يملكه أسرى الحدود .. غير قطع مع منتوج المبيد
قبتي، يا من نسوا أعلى شهيد .. كيف تنسى مغرب الشم الأسود
مع صلاح الدين كانوا من يجود .. بدماء وبمال وجهود
مات.. كي نحيا
يا لقبر الشهم في دوح قطر .. كيف يثوي البحر في الأحشا إبر؟
كيف يطوي الترب تبرا من نضر .. كيف تأوي حفرة الأرض القمر؟
غزة غيرى ومن فيها ضجر .. قدسها والمسجد الأقصى انكسر
وفلسطين الأُسى أم الغُرر .. منبت الأحرار في أسمى أثر
مشرق الأنوار في عز السحر .. منتدى الأخيار في دنيا الغرر
مبعث السنوار والصُّدق الأخر .. بعد إسماعيل من نال الوطر
مات كي تحيا شعوب بالخبر .. فادرأ الخطب بصبر، ذا قدر
وادرئ الصبر بشكر المقتدر .. واعضد الشكر بحمد المفتخر
ومريد بحماس المؤتمر .. وشهيد في فراش المدثر
هي ذي جدا بغيث منهمر .. بثناء من مواسٍ معتذر
قطر أولى بمأزور صبر .. وفقيد بعد إعدام نُصر
ليتني ممن تأسى واعتبر .. ليتني ممن حدا حدو الأثر
حدو ياسين ورنتيسي أُجر .. بوسام الفخر من أسمى قدر
دمر المركب مغرور أشر .. لاقتناص النصر في لمح البصر
نذر المغبون أن المنتصر .. هو من مات عزيزا لم يفر
ثابتا لم ينبطح أو ينزجر .. لم يساوم بزهيد أو نكر
لم يولّ السُّبُر الصُّدق الدبر .. فغدا ليس فناء للعمر
بل حياة في نعيم مستمر .. وصلات لا تواريها الحفر
كم شهيدا بعدما مات اشتهر .. كم أسيرا فك قيدا عن أُسر
وعسى أن يرتجى خير بِشر .. وعسى أن يقتنى حلو بِمر
وعسى أن يفتدى عبد بِحر .. وعسى ما كان حزنا أن يسر
غزة ولّادة لا تنتظر .. سيد يمضي وصنو يبتدر
خالدا مشعل جيل مقتدر .. رائدا نحو صلاح لا يغر
مستجيبا لهنية من أمر .. برباط واتقى حتى ظفر
أورث السنوار ما لا يذخر .. من جهاد واجتهاد معتبر
صل يا رب على كنز الفطر .. أحمد الهادي وأصحاب درر
ما هفا للبيت صب واعتمر .. طاف سبعا وسعى دون بطر
ما بدت خضراء طه للبصر .. ما بكت عين بدمع كالمطر
وفؤاد الصب من كسر جُبر .. نسي الجهد ووعثاء السفر
هو ذا بين يدي خير البشر .. ابن أبي بكر وفاروق عمر
ليت أشواقي تفي بالمنتظر .. فأزور القدس في اليوم الأغر
يوم نصر ليس يبقي أو يذر .. لليهود المسخ فيها من أثر
حينها لا بأس إن حادٍ شَعر .. وإلى غزة من مصر عبر
ثم صلى دون خوف أو حذر .. لا ولا لاذ فرارا من خطر
آمنا في سربه لا من هجر .. مُكرَما في شعبه لا من قهر
باذرا في حقله يجني الثمر .. ذا قرار، لا الضمير المستتر
ذا اعتبار لا المهين المنكسر .. مستشارا لا ضنين المؤتمر
مبتداً في كل شأن لا خبر
وعلى سيد السادات أفضل سلام وأزكى صلاة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.