روى الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر ابن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله! لأنتَ أحبُّ إلي من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا! والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك”. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر!””.
وروى الشيخان رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني. ثم لأنْ يراني أحبُّ إليه من أهله ومالُهُ مَعَهُم”.
فهذا تشجيع مؤكد لحبه صلى الله عليه وسلم حبا على الأرض وبعد أن قبض. ويقسم أن حبه المطلوب شرعا هو ما تجاوز الـمَيْلَ المضاف إلى نفسك وطبعك لترتفع به فوقها.
وأنه لا إيمان بدون محبته صلى الله عليه وسلم لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يومن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”.
ولا يذوق حلاوةَ الإيمان ذائقٌ إلا بها. روى الشيخان رحمهما الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما. وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله. وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”.