سخت السماء وجادت بالعطايا استجابة لأمر الإله جل شأنه، فنزل غيث لم نر مثله مذ زمن بعيد ثم أخرجت الأراضي بركاتها فأضحت بساطا نسيجه عشب أخضر مرصع بالزهور والورود الملونة، وقد صدق جلّ شأنه حين قال: أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها، أإله مع الله بل هم قوم يعدلون 1.
حقا إنها حدائق ذات بهجة، بمياهها الجارية وأشجارها الشامخة العالية، وصخورها الهادئة الخاشعة المتضرعة و… تلك لوحة الطبيعة مبدعها بديع السماوات والأرض، حقا تلك هديته تعالى لعباده.
إنها الطبيعة التي تدعوك في هذا الموسم الربيعي لزيارتها فاتحة في وجهك أحضانها، فتستقبلك الأشجار بالعناق والظل الظليل معبرة لك عن فرط الحنين، ويحمر النعمان من رؤيتك استحياء وتكلمك بقية الأصناف التي لا حصر لها بعباراتها الخجلى، ويغازل مسامعك خرير المياه وحفيف أوراق الأشجار وتغريد العصافير… فتعيش لحظات ناطقة بعبارات الرونق والروعة فما تملك إلا أن تبعث من قرار داخلك: “سبحان الخلاق الأعظم”.
لست وحدك، بل يعيشها كل زائر، لحظات جميلة يخلد صداها بين أعمدة ذكرياته وإن برح المكان، فلا ينسى أبدا كيف رافق أسرته ذاك اليوم، وكيف جالس زوجه واسترجع الذكريات، ووثق رباط المحبة ونفض غبار الاختلاف.
تابع تتمة المقال على موقع مومنات نت.