ترامب يجعل من أمريكا مهزلة بتصريحات غير مسؤولة بطريقة استعراضية تمس مليار من البشر في مقدساتهم وتضرب عرض الحائط بالقرارات الأممية والمواثيق الدولية، معلنا القدس عاصمة لإسرائيل وكأن القدس ملك له ليهبها لكيان غاصب.
جنون العظمة هذا وما استتبعه من تهديد ووعيد بطريقة فجة للمنتظم الدولي دون مراعاة للبروتوكول أو استعمال لخطاب ديبلوماسي يليق بدولة ترى نفسها كبيرة لم يمنع أمريكا من تلقي صفعتين مذلتين الأولى لا دولة ممثلة بمجلس الأمن ساندتها في قرارها ثم الثانية تصويت الجمعية العامة للأمم بالأغلبية ضد هذا القرار.
فهل ستدرك أمريكا هول ما قادها إليه ترامب وفريقه وأن عليها إعادة رسم سياستها في الشرق الأوسط بعيدا عن المسار الترامبي الذي هو شبيه باشتغال “الفتوات” ولا تحكمه أي نظرة استراتيجية بل فيه تهور مضر ليس فقط بالمنطقة بل بمصالح أمريكا قبل كل شيء.
أما اغترار ترامب بتدجين الحكام العرب واستقواؤه بذلك فلن ينفعه في شيء والشعوب العربية المسلمة أثبتت أن لها الكلمة فرفضها لهذا القرار وتعبيرها عن ذلك بشتى الطرق هو كناقوس خطر على جميع العالم أن يتحسب لدقاته قبل أن يعلن قرع طبول حرب سلاحها صدور عالية فاض بها الكأس من كم الاستهانة والإذلال الذي تجرعته.
وتنتصر القدس…
نشر بتاريخ
نشر بتاريخ